https://www.youtube.com/watch?v=u116HbMOF_Y
في البدء كان الظلام
المأساة بدأت مع الإنسان
مع أولى مراحل تطور الوعي
مع بداية ومضات الإدراك لهول الوجود
هكذا كانت دراماتيكية الإنسان
وهكذا ستظل ملتصقة به
حتى نهايته
ربما لن يكون بمقدوره أن يقول "أنا أعرف" "أنا متأكد"
ربما أقصى ما بوسعه هو الدهشة والبكاء
أنا خائف
في البدء كان الظلام
وكان النور
شذوذ مؤقت
حالة عابرة
مُحاصرة
مُحاصرة
سرعان ما ستبتلعها الحواف
مهما دامت لملايين السنين.
المأساة بدأت مع الإنسان
مع أولى مراحل تطور الوعي
مع بداية ومضات الإدراك لهول الوجود
هكذا كانت دراماتيكية الإنسان
وهكذا ستظل ملتصقة به
حتى نهايته
ربما لن يكون بمقدوره أن يقول "أنا أعرف" "أنا متأكد"
ربما أقصى ما بوسعه هو الدهشة والبكاء
أنا خائف
هذا
ما أشعر به طوال الوقت
تمامًا
كالإنسان الأول
تائه
حزين
دونما
أن أدري السبب
أشعر
أن حزني أكبر من كل معاناتي
حزن
فائض
يبدو
أني ورثته من أسلافي الحيوانات
الذين
طالما حزنوا
دونما
أن يدروا السبب
فجوة
زمنية رهيبة أصابتني
لازلت
أقف حيثما وقف ذاك الإنسان الأول
تنتابني
الدهشة نفسها
الحزن
نفسه
والحيرة
التي خلّفتها صدمة الإدراك
ماذا
أفعل هنا؟
لماذا
تسير الأمور على هذا النحو بالذات؟
ومتى
ينتهي كل شيء؟
كم
غريب أن يبدأ الإنسان الأول من تلك النقطة نحو تأسيس اليقين
وكم
غريب أن أكفر باليقين وأنتهي حيثما بدأ
ماراثون هائل
المرء لا يدرك من أمره شيئًا إلا في منتصفه
لا يدري كيف بدأ
ولا الجدوى من وجوده
لكنه اعتاد ممارسة الركض قبل ممارسة التفكير
وهكذا يمضي
يقيم صلات عابرة مع آخرين
ويحاول تجميد الزمن قدر المستطاع
وإرجاء القدر المحتوم
لكن اللهث والتعب دائما ما يعوقوه
هذا العالم لا يوجد به أشرار
بل أناس مصابون بالضجر
الأشياء تتداعى
الزهرة الجميلة فقدت رحيقها
وبَهت لونها
وتلاشت أوراقها ببطء
الزوجة السعيدة كَبرت في العمر
وضعف إدراكها
ونسيت تلك التجاعيد التي قبّلتها ألف ألف مرة
الكون يتمدد بلا نهاية
في كل لحظة تزداد المسافات بيننا
النجمة الساطعة غير موجودة
هذا طيفها
النجمة اندثرت بعنف
دون أن تدري السبب
القطة البائسة التهمت صغيرتها من الذُعر
وعندما هدأت
بحثت عنها بحُرقة
المرء لا يزال يأكل
ويشرب
ويقتل
ويبكي
ولا يدري من أمره شيئًا
سعيتُ للحقيقة فجنيتُ اللاجدوى
أقفُ في اللامكان
تائهًا
وحيدًا
لا أملك شيئًا
لا أشتاق لشيء
وقلبي يرتعد
الشكّ
يا
له من لعنة
يا
له من سمّ
يأكل
الجسد
يشلّ
الروح
ويمضي
بالعقل إلى مدارات الجنون
في
البداية يغريك سحره
تفتنك
عقلانيته
ثم
ينتهي بك الأمر زاحفًا نحو اللاشيء
ماضيًا
بحماس نحو الهلاك
الحُب
مقامرة مع الوجود
خسارتها حتمية
حتى لو انتصرت
خسارتها حتمية
حتى لو انتصرت
لو
لم يخطئني الحب
لو
لم يسحقني
ما
كنت أدركت شيئًا
ما
كنت رفعت رأسي إلى السماء
ما
كنت خاصمتها
كنت
ظللت أعمى
لكن
بماذا أفادني البصر؟
أكون
كاذبًا إن قلت أني كفرت به
لعله
الشيء الوحيد الذي لازلت أؤمن به
الذي
لازلت أبحث عنه
دونما
أي اعتبار لمنطق أو جدوى
الوِحدة
قانون طبيعة أزلي
أنا وحيد
تمامًا
في أفكاري
في مشاعري
في هذا الكون الضخم
التدخين
خطة
انتحار بعيدة المدى
لا
أكترث بما تمتصه رئتي من سموم
فما
تمتصه يوميًا من ألم ووجع
أشد فتكًا من أعتى السرطانات
العقل
ينبغي ألا يتوقف عن الثمل
عن
الثقل
عن اللامبالاة
عن اللامبالاة
حتى
لا يأخذ هذه الدنيا على محمل الجد
ينبغي
أن تظل رؤية العين مشوشة
مهتزة
فلو
بدت واضحة
لتملكك الرعب
لقتلتك
التفاصيل
القهوة
دمٌ
أسود
تتجرعه
الشرايين والأوردة
تصبغ الجسم بلون قاتم
لون اليأس والقنوط
لون اليأس والقنوط
اللاجدوى
هي
كل ما أملك
هي
كل ما انتهت عندها محاولاتي
وحشٌ عملاق
يبتلع كل شيء
هي نقطة ت. س. إليوت
التي بدأنا منها
والتي ستنتهي عندها كل اكتشفاتنا
لكن
ما الفائدة من التعرف عليها؟
يبتلع كل شيء
هي نقطة ت. س. إليوت
التي بدأنا منها
والتي ستنتهي عندها كل اكتشفاتنا
لكن
ما الفائدة من التعرف عليها؟
الموت
نجاتي
ما
أنتظره يوميًا
بوابتي
للحقيقة المُطلقة
لقد
أدركت هذا من قبل
لكن
هكذا هي الحقيقة
ما
إن تُدركها حتى تغمرها الشكوك
نحن
نعلم جيدًا أن الحقيقة تسكن الموت
لكن
الحياة
اللعينة دائمًا ما تضللنا
دائمًا
ما تغرينا
بأننا
يمكن أن ندركها أحياء
الانتحار
الصفعة
التي تلطم بها وجه الوجود
الصرخة
التي تصمّ بها آذانه
يا
له من فعلٍ عظيم
بل
هو أعظم رد فعل يمكن أن يقوم به الإنسان تجاه هذه الحياة
السبيل
الوحيد للانعتاق من العذاب المحتوم
كم
أحسد تلك الأرواح المُنتحرة
كم
أفخر بها
وكم
أرثي لروحي الضعيفة
البائسة
المازوشية
أسيرة
هذا الوجود اللعين
التي
يبدو أنها تتلذذ بساديته
متى
أصرخ بوجهه أنا أيضًا؟
كل
صراخي الآن أشبه بصراخي في الكوابيس
مليء
بالذُعر
خالي
من الصوت
متى
أُقدم على الانتحار؟
قريبًا
.. قريبًا جدًا..
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.