يخدع الكاتب أحيانًا قُرّائه عندما لا يجد ما يكتب عنه، فيكتب عن محنته هذه لتجاوز الأمر، وأنا أواجه نفس المحنة منذ فترة وكنت مترددًا من فعل نفس الشيء، ربما قد فعلته الآن بالفعل. لقد أنهيت علاقة حب -أو بالأحرى انتهت مني- وصرتُ وغدًا كحبيب سارة كين التي ظلت تلعنه طوال مسرحية ذهان، كنتُ أتمنى أن أكون كليوناردو وولف لكن الإنسان لا يدرك ما يتمناه أبدًا، لقد أُعتبرت وغدًا على كل حال. في الصباح كنتُ في عربة المترو أنظر إلى ناطحات السحاب العملاقة في المدينة وأتأمل شيئًا، لما ينظر الناس إلى السماء كثيرًا؟، لا ليس هذا ما كنت أتأمله، بل كنت أتأمل الانتحار، حدث هذا عندما جال بخاطري شيئًا لا أستطيع أن أكتب عنه، ولا يمكنني أن أحكيه لأي إنسان، ولا حتى بإمكاني التفكير فيه لفترة طويلة، لكن بمجرد أن ورد إلى ذهني انتابتني رغبة شديدة في قتل نفسي، لدي قناعة بأن المُنتحر قبيل مفارقة الحياة يشعر بالندم والرغبة في العودة، لكن حينها يكون قد انتهى الأمر، أشعرت زينب حقًا بالرغبة في العودة؟. الصورة يزداد وسعها تدريجيًا، وتنكشف عنها تفاصيل لا نهائية، تفاصيل هامة لكنها غير مفيدة، إنها تعوقني عن التركيز، لقد أضعفت بصري بمقدار نصف درجة في عيني اليمنى، كما أنها غير مهمة في سوق العمل. يبدو أنني سأعود لغرفة التعذيب كي أُنتج فنّي الخاص..
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.