Wednesday, January 2, 2019

يوميات

كلما تقدم بنا العمر، زادت فرصة المرء في أن يصبح وغدًا، مهما حافظ على براءته نقية. لا أستنتج الأشياء من الحكم على الآخرين، ولكن من مراقبة ذاتي. الأشياء تتداعى، تتغير هيئتها، تشكّل مفاهيم جديدة أكثر عمقًا، ما اعتدنا ظنه يتلاشى، ونحسب أنفسنا أكثر حكمة، ولكن ذلك محض خدعة، أقول هذا في لحظة شاذة لا أدري متى تعود. بالأمس مرت أمامي صورة رياض الصالح الحسين، وتأملت تلك البراءة المغتالة، المدركة لأهوال هذا العالم، مات في التاسعة والعشرين، وكنت أحسب أن سيكون لي مثل عمره، الآن وبعد أن تخطيت الثلاثين، كلما مرت الأيام أشعر بغربة عنه وعن أشعاره. عقلي سينفجر، لا يمكن لجميع الأشياء أن تتبع منطق واحد. أود أن تختفي المعادلات الرياضية المعقدة، أود لأبسط المسائل الحسابية أن تكون لها القدرة على شرح الكون. أخشى التحولات، أخشى الانجراف، أخشى بصماتي على سكين مغروسة في جثة لا أعرفها. جملة محمد شكري تطاردني باستمرار ..  "لقد فاتني أن أكون ملاكًا"

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.