http://www.youtube.com/watch?v=jtQUxuJL1ds
فتحَ عيناه فجأة، مُتأملًا ما حوله، جال بنظرِه سريعًا في كل أنحاء الغرفة محاولًا إدراك ما حوله إثر إصابته بفقدان ذاكرة دام لثوانٍ قليلة عقب صحوه من النوم.
وما أن عادت إليه ذاكرته حتى أحس بوخزة في قلبه، قوية .. مؤلِمة .. أبدية..
"ما أجمل أن أبدأ يومي برؤية وجهَك"
نهض من فراشه واقفًا، توجّه للمرآة ووقف أمامها طويلًا ينظر إلى لا شيء، غاص في رحلة لا نهائية تجلى له فيها لقطات عديدة من الماضي.
أحاطته بذراعيها من الخلف وقبّلته في عنُقه ثم نظرت إليه في المرآة وقالت له مبتسمة..
"أُحبُكْ"
أصابه دوار بسيط ثم توجه إلى جهاز الأسطوانات وأدار أسطوانة لفيروز.
"أرى أن صوت فيروز ليس صوتًا بشريًا بل آلة موسيقية، عندما تسمع أغنياتها تشعر وكأنك تسمع موسيقى خالصة"
أمسك بزجاجة العطر خاصتها، حاول أن يستنشقه رغم ضيق نفَسه، امتزجت رائحة العطر المحمّلة بالذكريات بصوت فيروز الموسيقي العتيق فأغمض عيناه في ثبات يتلقى موجة حزن شديدة اخترقت ذاته.
ببطء سار إلى المكتبة، وقعت عيناه على كتاب "بيدرو بارامو"، أخرجه ونفخ ذرات التراب المتراكمة فوقه ثم فتحه وقرأ تلك الكلمات المبعثرة المكتوبة على ظهر الغلاف بخط طفولي .. "عيد زواج سعيد .. أبدي .. أُهديك أقرب رواية لقلبي .. (ليلى)"
مازال قلبه يؤلمه..
بعدما إنتهت أغنية فيروز جلس على كرسي البيانو وبعد صمت بدأ بعزف Chopin's Nocturne .. جلستْ بجانبه وأسندت رأسها على كتفه فانسال عليه شعرها الأسود الطويل .. أحس بقشعريرة في جسده بالكامل وتوقف عن العزف.
عاد للغرفة ونظر للفراش طويلًا .. تذكر تأوهات النشوة المنسجمة والعناقات الحارة في برد الشتاء وتذكر أيضًا رأس مُسند على وسادة،هالات سوداء حول العيون، جسد خالي من كل قوة مزّقه المرض..
"لا أمل .. أوقف ألمي أرجوك.."
ارتدى ثيابه ومضى إلى الخارج..
وضع الكرسي في مقابل القبر وجلس .. شعر بالندم والذنب والرضا..
أخرج من جيبه محقنة .. أمعن النظر فيها وانهمرت الدموع من عينه ثم نظر إلى القبر فتجلى له وجهها مبتسمًا..
فتحَ عيناه فجأة، مُتأملًا ما حوله، جال بنظرِه سريعًا في كل أنحاء الغرفة محاولًا إدراك ما حوله إثر إصابته بفقدان ذاكرة دام لثوانٍ قليلة عقب صحوه من النوم.
وما أن عادت إليه ذاكرته حتى أحس بوخزة في قلبه، قوية .. مؤلِمة .. أبدية..
"ما أجمل أن أبدأ يومي برؤية وجهَك"
نهض من فراشه واقفًا، توجّه للمرآة ووقف أمامها طويلًا ينظر إلى لا شيء، غاص في رحلة لا نهائية تجلى له فيها لقطات عديدة من الماضي.
أحاطته بذراعيها من الخلف وقبّلته في عنُقه ثم نظرت إليه في المرآة وقالت له مبتسمة..
"أُحبُكْ"
أصابه دوار بسيط ثم توجه إلى جهاز الأسطوانات وأدار أسطوانة لفيروز.
"أرى أن صوت فيروز ليس صوتًا بشريًا بل آلة موسيقية، عندما تسمع أغنياتها تشعر وكأنك تسمع موسيقى خالصة"
أمسك بزجاجة العطر خاصتها، حاول أن يستنشقه رغم ضيق نفَسه، امتزجت رائحة العطر المحمّلة بالذكريات بصوت فيروز الموسيقي العتيق فأغمض عيناه في ثبات يتلقى موجة حزن شديدة اخترقت ذاته.
ببطء سار إلى المكتبة، وقعت عيناه على كتاب "بيدرو بارامو"، أخرجه ونفخ ذرات التراب المتراكمة فوقه ثم فتحه وقرأ تلك الكلمات المبعثرة المكتوبة على ظهر الغلاف بخط طفولي .. "عيد زواج سعيد .. أبدي .. أُهديك أقرب رواية لقلبي .. (ليلى)"
مازال قلبه يؤلمه..
بعدما إنتهت أغنية فيروز جلس على كرسي البيانو وبعد صمت بدأ بعزف Chopin's Nocturne .. جلستْ بجانبه وأسندت رأسها على كتفه فانسال عليه شعرها الأسود الطويل .. أحس بقشعريرة في جسده بالكامل وتوقف عن العزف.
عاد للغرفة ونظر للفراش طويلًا .. تذكر تأوهات النشوة المنسجمة والعناقات الحارة في برد الشتاء وتذكر أيضًا رأس مُسند على وسادة،هالات سوداء حول العيون، جسد خالي من كل قوة مزّقه المرض..
"لا أمل .. أوقف ألمي أرجوك.."
ارتدى ثيابه ومضى إلى الخارج..
وضع الكرسي في مقابل القبر وجلس .. شعر بالندم والذنب والرضا..
أخرج من جيبه محقنة .. أمعن النظر فيها وانهمرت الدموع من عينه ثم نظر إلى القبر فتجلى له وجهها مبتسمًا..
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.