ماذا يمكنني أن أكتب الآن، في يومياتي التي لن يكون بمقدورك أن تقرأيها أبدًا، إنني حزين يا م، حزين جدًا، كإله نادمًا على خلق كونًا كهذا، فاقت أهواله ما قد توقع. اللاجدوى طلاء في دلوٍ عملاق، سُكِب، وغطى كل شيء بلون مخيف وقاتم. لعنة التمدد أصابت البشر، ذابت الجاذبية، وصرنا أشباح هُلامية هائمة على وجهها في فضاء فسيح دونما أي قدرة، نُدرك تزايد المسافات في عجز، ولا نملك سوى البكاء كالأطفال. وأتسائل، هذا الوجود القذر ألا يملّ نفسه؟ ألا يكفيه انتحاب الجماد؟ أم عاجز هو أيضًا يستحق الشفقة؟ لكن لو أشفقنا على الوجود، فمن سنلوم إذن؟ من سنلوم؟
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.