أظن أنني فقدت القدرة على الكتابة..
Tuesday, April 2, 2019
Friday, March 29, 2019
يوميات
وقف جيب جامبارديلا في الشرفة ينفث دخانه في زفير طويل، بعدما دعته إحدى صديقاته القدامى إلى بيتها. وقف ينتظرها بينما تحضر كأسين من النبيذ، وحالما خرج الدخان من رئتيه قال لنفسه "أهم ما تعلمته بعد بلوغ الستين، ألا أفعل شيئًا لا أريده أبدًا" ثم ألقى بسيجارته وغادر. شاهدت هذا المشهد قبل ستة أعوام، وشعرت برغبة شديدة وعجز في أن أفعل مثله. قبل فترة بدأت اعتياد الأمر، ولا أدري لما تحملت -طوال تلك السنين- ثقل أفعال لا أريدها.
أتساءل متعجبًا، إلى أي مدى يكرر الإنسان أخطاؤه، يقول المثل الشائع، تخدعني مرة عار عليك، وتخدعني ثانية عار عليّ، ترى، ولكن ماذا عن المرة الثالثة والرابعة والسابعة، أي كلمات بإمكانها وصف ذلك؟ المازوشية؟ الإدمان؟ أم الحب؟
أشعر بزهدٍ لا يطاق، تموت رغباتي ببطء، تضمر وتتآكل، أبدو كقس ملحد، راهب عربيد، أولي ظهري لشهوات الدنيا بينما أصب لعناتي على السماء. لا أرغب في الحب، لا أشتهي الجنس، لا طموح للهروب، ولا قدرة على أن أخطو خطوتين دون الغرق في محيط من القلق..
لابد من حدوث شيئًا، هذا عالم لم يعرف السكون، فلما أكون انا حالته الشاذة؟
Wednesday, February 20, 2019
يوميات
بي فجوة، ذات اتساع هائل، تمر بداخلها الأشياء والعناصر، تمر كيانات عملاقة، تنفذ من خلالي. تبتلع الفجوة كل شيء، تأكل شغفي وأحلامي، تأكل آمالي البسيطة. يقترب الحب، يمر بداخلي ولا يسكن، كفيرس تتهيأ له مناعة الجسم لتطرده، يسري خلالي كأني ظل بلا أي حضور فيزيقي. تتمدد الفجوة وتزداد اتساعًا، وتمرر الأشياء إلى حيث يضل الجمال وجهته في هذا العالم، حيث تسكن نفايات الشعور الأول، والظنون الحسنة بعد أن استبدلتها الخيبات. كأن قدر لي التذوق دون الارتواء. هذا عالم لا أفهمه، لا أجيد العيش فيه، لا أدري ما جدواه وما منطقه. لكنه لا يناسبني، لا يناسبني..
Friday, January 4, 2019
بملامح جامدة، وخطوات بطيئة واثقة، شقت هالتها المضيئة ألوان البرد الشاحبة. نزلت درجات سُلمية كملاك يهبط من السماء حتى أصبحت في مستوى أرضي الخراب. الغموض أكسجين المرء وهلاكه، وكان بها من الغموض ما ابتلعني كليًا. جلست ساكنة، ترنو عيناها إلى اللاشيء، تنظر لي ثم تسافر من جديد، ثمة ثقل مهيب على عاتقها لا أعرفه، وثمة حزن جفف تلك العيون من الدموع، حتى خالني أنها تبكي أمامي ولكن بلا دليل. ثمة روح منكسرة مُصرة على البقاء، وقوة جبارة لا تُقهر. خفيفة كريشة، لولا ثقل الأحزان ما غلبتها جاذبية الأرض أبدًا، تبدو كزائرة للوجود وليست كمُقيمة. لم يبهت أثر سحرها أينما ذهبت، تمشي فتصيب هالتها ما حولها بالنور والدفئ، وتكفر أزهار عبّاد الشمس بإيمانها الأزلي وتتبع إلهتها المؤقتة. ومضيتُ في أثرها، منتشيًا بدفئ لم أعهده من قبل، وسحر لا ينتهي..
Wednesday, January 2, 2019
يوميات
كلما تقدم بنا العمر، زادت فرصة المرء في أن يصبح وغدًا، مهما حافظ على براءته نقية. لا أستنتج الأشياء من الحكم على الآخرين، ولكن من مراقبة ذاتي. الأشياء تتداعى، تتغير هيئتها، تشكّل مفاهيم جديدة أكثر عمقًا، ما اعتدنا ظنه يتلاشى، ونحسب أنفسنا أكثر حكمة، ولكن ذلك محض خدعة، أقول هذا في لحظة شاذة لا أدري متى تعود. بالأمس مرت أمامي صورة رياض الصالح الحسين، وتأملت تلك البراءة المغتالة، المدركة لأهوال هذا العالم، مات في التاسعة والعشرين، وكنت أحسب أن سيكون لي مثل عمره، الآن وبعد أن تخطيت الثلاثين، كلما مرت الأيام أشعر بغربة عنه وعن أشعاره. عقلي سينفجر، لا يمكن لجميع الأشياء أن تتبع منطق واحد. أود أن تختفي المعادلات الرياضية المعقدة، أود لأبسط المسائل الحسابية أن تكون لها القدرة على شرح الكون. أخشى التحولات، أخشى الانجراف، أخشى بصماتي على سكين مغروسة في جثة لا أعرفها. جملة محمد شكري تطاردني باستمرار .. "لقد فاتني أن أكون ملاكًا"
Friday, December 21, 2018
يوميات
لا تحاكي الحياة ما نشأت عليه، لا تحاكي ما أقرأه وما أراه، لا تحاكي ما يقولون، أشعر بوحدة رهيبة فيما أختبر وأعاني..
Saturday, December 15, 2018
يوميات
يقول كافكا "لا يزال الليل ليلًا أكثر من اللازم" ولكن ما كان ينبغي على الليل أن يكون كذلك، كان لابد أن يكون ليلًا فحسب، وما كان على الأشياء أن تسلك تلك الطريق، ولكن هكذا الحياة، لديها قدرة عجيبة على أن تجعل المرء يترك كل ما يألفه ويستأنسه، وسرعان ما تقدم له النسخة الجديدة، وتجبره على اعتيادها حتى تجعله يتركها وتقدم له أخرى. وما على المرء سوى الرثاء واعتياد الأشياء..