Tuesday, January 13, 2015

يوميات


أتدرين، فكرت مرارا في محاولة وصف ما أشعر به هذه الأيام، وأكاد لا أصدق ما ذهب إليه ظني، إلا إنني واثق من دقة الوصف، ربما أنا أول عشريني يصاب "بالشيخوخة"، نعم، وأفترض أنه -مثلا- لو أُتيحت الفرصة لتلك السطور أن تتجاوز كل الحواجز الفيزيقية والميتافيزيقية التي بيننا لربما وافقتيني على هذا الوصف أنتِ أيضا. هذا هو التفسير الوحيد، فطالما كل هذا الألم لا يوجد وراءه أمراض عضوية، فهي الشيخوخة إذن. أو ربما هناك خطأ إلهي ما كان سبب في أن تكون فترة صلاحيتي قصيرة، على كل حال ربع قرن من العيش في هذه الحياة وقت كافي للمرء ليطفح به الكيل أليس كذلك؟. لا أدري في الواقع حقيقة ما أمرّ به، ولا حتى أجد الكلمات المناسبة لوصفه بشكل جيد. الوحدة التي أشعر بها بلغت مراحل مُخيفة، لم يتوقف الأمر عند إنقطاع كل الخيوط الخفية مع الآخرين، لكن وصل الأمر لتلاشي وجودهم المادي ذاته. وبلغ الأمر ذروته عندما أصبحوا جميعا أشباح، وباتت هيئتهم مجرد ضباب باهت مشوّش، بالكاد يحتفظوا بملامح ثابتة. لا أستطيع أن أصف لكِ كيف يكون الأمر عندما يسمع المرء صوت تنهيدته. يقول خوان رولفو أن كل تنهيدة هي بمثابة جرعة حياة تخرج من المرء، لا عجب إذن أني مصاب فعلا بتلك الشيخوخة، أليس كذلك؟