Monday, December 25, 2017

يوميات

حياتي تفتقر للمأساة، بالأحرى المأساة في حياتي افتقرت بريقها، لم يعد هناك ذاك الجلال للمصيبة الذي يقتلني من الداخل لكنه يجعلني أشعر بالتميّز في حزني، كل شيء أصبح عاديًا، لا هدف، ولا شغف، موهبتي تموت ببطء دون أي استجابة مني، قديمًا كان لدي شغف بالكتابة، العزف، القراءة، الأفلام، ثم كان هناك شغفي بها، الذي دون أن أدري ابتلع أي شغف آخر في حياتي. أفتقر الرغبة في الموت، وهي شيء هام للاستمرار على قيد الحياة، لا أود الانتحار ولا أرغب في العيش، لا أريد مزيدًا من المال ولا وظيفة أفضل، لا أريد السفر ولا أريد البقاء هنا، لا أريد الاستمرار في كتابة هذه الكلمات..

Wednesday, December 20, 2017

يوميات

لا أود أن أكون نبيلًا، سئمت الطيبة، سئمت مراعاة شعور الآخرين، سئمت تقمّص مواقفهم المؤسفة، أود أن أكون وغدًا بلا شعور، كرهتُ إشادات الإعجاب بقلبي الطيب. لا أود أن أكون نبيلًا، لأن ما من أحد يدري ما يخالجني الآن، أو حتى يحاول..

Saturday, November 11, 2017

حسنًا، دعوني أصيغ الأمر هكذا ببساطة رغم كونه بالغ التعقيد. لقد خلقنا الرب لنوجد عزاءًا لأنفسنا ولكل أفعالنا، لنقنع أنفسنا -يا لنا من بائسين- أن كل ما يعتصرنا من آلام لن يذهب سدى، أن ضعفنا مؤقت، وقلة حيلتنا لها نهاية، أن هناك شخص ما في صفنا، يراقبنا ويشعر بنا، حينما لا نملك أحدًا. ولكن دعوني أقول، أن النموذج الأكثر بؤسًا وإثارة للشفقة، هو ذاك المرء، الذي يعي تمامًا، أن ما من أحدًا هناك بحانبه، فيزيقيًا كان أو ميتافيزيقي، لن يكافئ على خيرًا، ليس بمقدوره ارتكاب شرًا يمنحه زهو زائف، وسيذهب خلف مشاعره إلى عدم غير عادل، يتساوى عنده كل شيء فحسب..

Thursday, November 9, 2017

يوميات

قديمًا، كنت أقوم بأشياء من أجل الرب، كي يرى كم أنا إنسانًا طيبًا، الآن أقوم بها فقط لأخلق المعنى لنفسي..


يوميات

لم تعد تروقني الثمالة، لأنني أرصد ذلك الشعور بالتشبث بالحياة في حالة فقدان الوعي، لكني أثمل في النهاية. أثمل حتى يتلعثم لساني، فلا أقول جمل ذات معنى، ويتشتت ذهني، فأهرب من أفكار تأسرني طوال الوقت. أشعر بالتآكل، تتساقط أجزاء مني أثناء المضي قدمًا في الحياة، ويغلف قلبي الصدأ. رئتاي سوداوان، رؤيتي مضطربة، وكل ما بوسعي فعله هو إشعال سيجارة أخرى، وارتشاف المزيد من الخمر..

Wednesday, October 11, 2017

ثمة ركن في العالم
به نفايات عملاقة
لكل كتاب قرأناه يومًا
وأحببناه بشدة
ثم نسينا كل تفاصيله
لكل إنسان وقعنا في حبه
ثم اختفى
لكل مسحة على رأس قطة شارع
لكل لحظة
شعرنا فيها أن لدينا من الحب ما يكفي الكون
أود أن أذهب إلى هناك
وأغرق نفسي بداخلها..

Sunday, October 8, 2017

يوميات

فيما كانت تفكر تلك الحبة الصغيرة قبل أن تندثر مُخلفة هذا الكون الهائل، وماذا تدري هي عني الآن، أنا ذاك الكائن البائس الذي سيوجد هنا لبضعة أعوام ويرحل، ماذا تدري عن ما أشعر به ويخالجني من اضطرابات، ربما لذلك أرنو كثيرًا نحو السماء، فالإجابة حتمًا هناك.

Saturday, October 7, 2017

يوميات

تبدو مهجورة محطة القطار، مصابيح صدئة ملّت الإنارة، وجثث مُستلقية على مساند اسمنتية، وكتب على الأرفف لا تُشترى، وقطارات متهالكة لا تتحرك، وجوه جامدة تنتظر الآتي ولا يأتي. رثائي الوحيد للمصابيح، استمري في الإنارة، ثمة حياة على وصول، تتجسد في هيئة فتاة، أنتظرها، استمري في الإنارة، فبعد قليل لن يذهب ضوئك سدى..

Wednesday, September 27, 2017

يوميات

عزيزتي، إنني أشعر بالرعب، فلم يحدث لي أن أتمسك هكذا بالحياة من قبل، إنه لشعورٍ بالذعر لا أعتاده، تبدو لي ذاتي غريبة وغير مألوفة، فمقدار السعادة الذي جلبتيه لحياتي قد أفتك بأسوار عالية من الحزن بنيتها لأشعر بالحماية، أسوارًا لم أفكر قط في تسلقها لرؤية ما خلفها، أخشى الموت كحيوان جبان، بعدما كنت أقترب منه منتصب القامة. أنا عاري الآن إلا من حُبك لي..

يوميات

يبدو لي بشكلٍ جليّ أنني لستُ عدميًا. هذا العالم عدمي، يتساوى فيه كل شيء، وأي شيء، تتصارع الأضداد صراعًا مميتًا في عبث، دون جدوى، ويهلك الإنسان في معركة ليست معركته، معركة فُرضت عليه منذ وجوده، ويهلك دون أن يدري شيئًا بشأنها. لكن لما تنشأ هكذا حرب بعد السكون المُطلق، وماذا يعني أن يعود كل شيء إلى السكون الخالص من جديد، وإذا لم يأت السكون، فإلى متى؟

Friday, September 22, 2017

يوميات

مازلت أقف وسط العتمة، لا شيء يحدث، أقطع أميالًا ولا أحرز تقدمًا، لا يترائى لي ضوء  في الأفق، ولا يطرق سمعي لحنًا عذبًا يؤنس وحدتي، فقط يمر الوقت على غير مهل، وتتكون تجاعيد على وجهي بها آثار الزمن..

Thursday, September 14, 2017

يوميات

لا يلبث الاكتئاب أن يترك المرء فترات قصيرة حتى يدركه مجددًا، بحضور أقسى وأكبر، يعود بقوة كأنه صديق قديم، كأنه رفيق درب وحياة. لا يمكن التخلص منه، لا يمكن التعايش معه، لا يمكن تجاهله ولا يمكن مواجهته، هو موجود كالموجودات الأولى، وله عدد لا نهائي من الأشياء التي يتغذى عليها ليحافظ على نضارته وزهوه. لكنه تركني، لفترة ليست بالوجيزة، حتى نسيته تمامًا. لكن ما أن أغلقت خلفه الباب حتى وجدته بالداخل، تمامًا كما عاهدته، في طريقه للنمو والاستمرار، لقد وجد طريقه للعودة وكأنه يقول "لن أغادر أبدًا"..

Sunday, August 20, 2017

رقص

الأزرق فالأخضر فالأحمر، هكذا في تماهي وانسجام تنسال الأشعة في هيئة بخار ينطلق من مصابيح عالقة في الأعلى، تمتزج بأدخنة التبغ والحشيش، تشكّل أشكالًا بلا معنى سريعًا ما تندثر إلى الأعلى. وقفوا جميعًا في ترقب وحماس جامدين تقريبًا إلا بعض التمايل البسيط، يولون وجهتم نحو إتجاه واحد، ينتظرون بداية الحدث العظيم، في أيديهم زجاجات الخمر، يشربون بنَهم إلى مالانهاية. مشتْ بتمهل وخلفها اثنان يسيرون بنفس الخفة، صعدوا درجة واحدة، واصطفّوا بجانب بعضهم البعض، بدأت برقة تلمس بعض الأزرار المضيئة، فيزيد تمايل الحشد الرهيب، وبجانبها شاب قصير ذو شعر أسود غزير بضفائر شديدة الصغر، يحمل جيتار كهربائي، بدأ في إصدار نغمات خالية من أي إيقاع أو تناغم، لكنها امتزجت مع الصخب بشكل غامض. وبجانبه شاب متوسط القامة والثمنة، ذو شعر خشن أسود، يرتدي اللون الأسود ويحمل في يده ميكروفون، يطلق عبارات لم تكن مفهومة لهم من شدة الضوضاء، حيّاهم، حمّسهم، ولم يميّزوا كلمة واحدة منه، واستمر في إلقاء بعض العبارات من وقت لآخر، ثم دلف إلى حجرة مغلقة صغيرة. كان شعرها لونه أصفر مربوط إلى الخلف، تملك جسدًا نحيفًا، أشعلت سيجارة وشربت من مشروبها الخاص، وبدأت تعبث مجددًا بالأزرار، تحول التمايل تدريجيًا إلى جنون، كانت حركاتهم تحاكي حركتها، ثم تطورت إلى شيء آخر مختلف تمامًا، انتهوا من زجاجات الخمر، وفقدوا كل وعي لديهم. ضرب العازف بقوة على الجيتار فزاد العبث، وأصبح رقصهم فوضى مطلقة. حركات سريعة مجنونة، يقفزون من مكان للآخر، لم يعد يدرك كلًا منهم مع من آتى ومع من يرقص. عاد حامل الميكروفون بعيون شديدة الاتساع، صعد الدرجة كأنما صعد إلى السماء، قبّل الفتاة بقوة، ومن ثم عازف الجيتار أيضًا، ورفع الميكروفون إلى فمه ليبدأ الصراخ، لكن دون أية استجابة.

"انتهى كل شيء يا سادة"
"سنندثر كلنا بلا رحمة"
"سيلتهمنا العدم جميعًا"

Wednesday, August 16, 2017

يوميات

معكِ، لا يمكنني التعبير عن نفسي بكلمات، فأنا كثير التلعثم، ولديّ كمّ هائل من الأفكار المتضاربة الغير قابلة للترتيب، لا يمكنني التعبير عن حبي سوى في إيماءات ولمسات وقبلات غير قابلة للترجمة أو التفسير، فما أشعر به تجاهك شديد البساطة لدرجة أعجز عن التعبير عنها. هنا في يومياتي وهنا فقط، عندما أنفرد بحروفي، أستطيع أن أصف -حتى لو بشكل مُعقد- كم أحبك..

يوميات

كما تعلمين، لقد بنى الكون نفسه على أسس عبثية، تفتقر إلى أي حد أدنى للاستقرار، قابل للانهيار في أي لحظة. لذلك أحتضنك باستمرار، وبشكل دائم، في محاولة يائسة للتفوق على الزمن والعبث معًا..

Thursday, August 10, 2017

يوميات

أودّ أن أكتشفِك، وأكتشف بكِ العالم. أودّ أن أعيد اكتشاف ما أعرفه بالفعل من خلالك، سئمت عالمي يا عزيزتي، انتهيت منه، أنتِ الخرافة التي تجاوزت حدود ذكائي ومنطقي، والتي طالما انتظرتها..

Tuesday, August 8, 2017

يوميات

عندما أنزلق في مجراكي السفلي، تنعطف بي قاطرة الحياة نحو وجهة مضيئة، تنير عتمة بداخلي يأست جميع شموس الكون من إزالتها. عندما نتحد ككائن واحد، نُعلن حربًا مقدسة على الرب باسم الحُب، أنه ليس من صفاته، وأنه مِن خلقنا نحن، وأنه أعظم اكتشافاتنا. وعندما نقذف، نبصق عليه، مُعلنين ثورة على وجوده، ثورة فاشلة تطالب بجلوس الحُب على عرشه..

Thursday, August 3, 2017

يوميات

لقد كانت لدي رغبة في تفسير العالم وإعادة تكوينه من جديد، لقد اهتممت بأعمق التفاصيل وأكثرها تفاهة. أردت الوصول للحقيقة دون أن أسأل نفسي .. ماذا سأصنع بها؟
الآن لا أود أن أثبت أي شيء، لا أود منّطقة أشياء غير قابلة للتمنطق، أود فقط أن أحتضن حبيبتي بينما العالم يسير قدمًا نحو الهاوية..


Sunday, July 30, 2017

يوميات

ها قد أتت الصدمة، وصدقتْ نصيحة الرب الخيالي، ها قد أتى من يعبر بي للضفة الأخرى، وها قد سلمته نفسي دون التفكير في شيء، سأغادر أخيرًا، يملأني الحماس ولا أدري إن كنت سأعود مجددًا، لكني سأغادر الآن وليذهب (فيما بعد) للجحيم، سأمسك يده ولن أفلتها، لن أفلتها ما استطعت، لتكن الأعاصير ولتكن الأهوال، سأظل ممسكًا بيده، فلطالما انتظرتها..


Thursday, July 20, 2017

يوميات

تمثل الحياة للمرء في الأساس تجربة ذاتية يكتشف فيها نفسه باستمرار، لم أر الحياة سوى أعداد غزيرة من البشر ، يتصادم بعضهم البعض أثناء تلك التجربة الغريبة، ولكن تبقى ذواتهم هي السر الغامض الذي لا يمكن أن يُسبر غوره، تسير الأمور بشكل طبيعي مع الأكثرية بفعل الموازاة، لكن ثمة مناطق معتمة عندما واجهت تفاعل بعض التركيبات سببت الأهوال. تلك المقدمة بمثابة اعتذار لمن فقدت -بالفعل- شعوري بالذنب تجاهه، يمكنني فقدان طاقة الصفح، ولكن ليس بمقدوري النسيان، ولا التخلي عن كل ما أملك في الحياة، ذاتي التي أسكنها. ويبدو أنه لم يكن من المقدر لي الانسجام في تفاعل سلس يُمضي بي الوقت كالآخرون، ولكن تبقى العتمة بداخلي كثقب أسود يمتص بتوحش كل أطياف الضوء القريبة..

Sunday, July 9, 2017

رسائل

عزيزتي سمر

أكتب إليكِ لأعبر عن امتناني الذي طالما صرحت لكِ به في ثمالتي عن استضافتك لشخص بائس مثلي في مملكتك الصغيرة، في الواقع أشعر بانبهار من امتصاصك لطاقتي السلبية بل واحتوائها ومدّي بطاقة حياتية تجعلني قادر على الاستمرار في الدوران في تلك الدائرة المُفرغة التي أسكنت نفسي إيّاها. والحق أقول أن هذا ليس السبب الذي دفعني لكتابة هذه الرسالة، بل ذاك الشعور الغامض بأنني أعيش أيامًا سوف أفتقدها كثيرًا في المستقبل عندما أتذكرها، تمامًا كما نشعر بالحنين لطفولتنا وأيامنا الخوالي. أعلم أن أجنحتك مُتعبة من الطيران، لكنها ستحط على إحدى القمم المخضرة عما قريب لتسكن وتستكين ثم تواصل التحليق مجددًا..

مودتي
أحمد قمر

رسائل

عزيزي أستاذ شريف مبروكي

أكتب إليك لأعبّر عن خالص امتناني الدائم لما تنشره وتكتبه، وأنشر رسالتي للجميع أُسوةً بجملة المطرب التونسي لطفي بوشناق "ونحب الناس تعرفني نحبك" ولأوضح أنه لطالما لقّبتك بالأستاذية حتى قبل أن أعرف عمرك الحقيقي حيث كنت أظن أن صورتك الشخصية على الفيسبوك تعكس عمرك الحالي وهذا ما توقعته ليكون في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات على أقصى تقدير، وكنت مذهولًا من كم الثقافة المهيبة التي تمتلكها، حيث أنه ليس من عادتي أن أفتّش في صور الآخرين الشخصية حتى لو متداولة للعامة، ولكن عندما أخبرني صديق مشترك وأراني صورة حالية لحضرتك كان انطباعي عن حجم معرفتك هو أنه أمرًا منطقيًا وبديهي. كثيرًا ما تقول أنك تغدق ب"اللايكات" للكثير من الناس، فعندما كنت أراك تضع "لايكًا" لمنشورِ لي، كنت أتمنى أن يكون خالي من المجاملة لأن إعجابك بما أكتبه أعدّه إضافه لي. لديّ رغبة في أن نثمل سويًا، أدعو العبث والفوضى أن يرتبا لنا لقاءًا يومًا ما فلديّ فضول في أن أسمعك تروي رؤيتك الخاصة للحياة والعالم حتى وإن كانت بلا قيمة فهي تعني لي الكثير.

مودتي
أحمد قمر
في البدء أدرك المرء ما حوله ثم أدرك وجوده، ولما أصابه اليأس من الوصول للحقيقة، كان يتوق إلى الرفقة..

Monday, July 3, 2017

تدور الغرفة بي دورانًا غير منتظم، أشعر بارتجاج حاد في جسدي، كافكا جالسًا على البيانو لكنه لا يعزف، يضع كراسته الرثة على المفاتيح وكلما كتب جملة انطلقت موسيقى منطقية كئيبة. وتستلقي بجانبي مارتينا جيدك عارية، يتدلى ثدييها كبرتقالتين ناضجتين، وينسال شعرها الأحمر على الوسادة كحمم بركان متّقد. ويطالعنا برتراند راسل من أعلى خزانة الملابس ضاحكًا، ملقيًا علينا ترهاته عن السعادة وفرضيته فيما يتعلق بالرب وبراد الشاي. يدخن ألبير كامو سجائر كليوباترا المحلية في الشرفة، يطالع علو المسافة في تأمل ثم يشعل سيجارة أخرى. أتجرع مزيدًا من الخمر، وتستمر الغرفة في الدوران..

Friday, June 30, 2017

يوميات

لدي إحساس دائم بالمؤقت، لطالما تقتُ إلى الأبدية، لكن بداخلي عد تنازلي، ألهث في نهل الملذات، مدركًا تمامًا أنها ستفنى، أدخّن حتى يلتهب حلقي، أسمع الموسيقى حتى أملّ منها، وأثمل حتى تخور قواي ويذوب ذهني، وذلك لأني حُرمت من أشياء بسيطة جدا في طفولتي. ضجرٌ طوال الوقت، وعاجز عن عيش حياة متزنة، حتى في الحب، أُلقي به دُفعة واحدة حتى ينفذ. تنتابني مؤخرًا شكوكٌ إنني عائش في وهمٍ كبير، تبدو لي الأشياء فيه منطقية..

Friday, June 23, 2017

ليس لدى الإنسان سوى نفسه وأفكاره الخاطئة عن العالم..

Monday, June 5, 2017

يوميات

لقد حاربت الدين وانتصرت عليه، لم يكن الأمر صعبًا. حاربت الرب، ولم أكترث لإنهاء الحرب، أصبت بالضجر ووليته ظهري، ومرضت باللاجدوى. ورثت طبع الزمن، وصرت أمضي للأمام، للأمام فحسب، بذاكرة مشوشة، وخفة لا نهائية. أراجع مذكراتي، لقد كان لدي ما أكتب عنه، أما الآن فلا، لم تعد الأشياء مميزة، لم يعد الأشخاص استثنائيين، ولم تعد الحياة قادرة على جلب شيئًا يجبر العين أن تتسع. أنا بحاجة لموت قريب أو صدمة!

Sunday, May 21, 2017

يوميات

إنها حالة مزرية من الضجر والسكون التي أعاني منها حاليًا، فلا شهوة تحرّكني، ولا هدف كي أسعى إليه، ولا طيب في ملذات مؤقتة، فقط أدور حول نفسي في انتظام حاد. وكلما تفلسفت اصطدمت باللاجدوى وتساوي الأضداد والعبث. ويمضي الزمن في دربه إلى الأمام..

يوميات

تُرى أين تذهب الأشياء؟ أين تذهب عمومًا؟ أتصعد إلى الأعلى؟ أم تسقط إلى الأسفل؟ أم تسبح بشكل عشوائي. وهل تختفي بمرور الوقت أم تسكن مقر هائل للنفايات في ركن بعيد للكون. وبالأشياء أقصد كل ما فعلناه بنزاهة في لحظات صدق مُطلقة في عالم لا يعبء أصلا بما نظن أو لا يفهمه. وحينما يسود العدم، بأي حق سيبتلع كل هذا؟

Saturday, April 22, 2017

يوميات


سأظل مترددًا، تكاد تلامس أصابعي ذاك الباب الموارب لطرقه، لكنها لا تطرقه أبدًا. سأظل مترددًا، لأني على ما يبدو، أجد الراحة في القلق عن اكتشاف المجهول في الداخل..
أودّ أن أحظى برئتين من الفولاذ
 فأدخن للأبد ولا أعير المرض اهتمامًا
أودّ للكحول أن يكون بطعم الرمان
 فأثمل دون مرارة في حلقي

أودّ للأطفال مناعة ضد الموت
 فنتوقف عن رؤيتهم في صورة أشلاء
أودّ للقطط قدر من الذكاء
 كي لا تدهسهم السيارات
أودّ أن أحظى بكتف أسند إليه رأسي الثملة
 كي لا يصيبني الهلع عندما أعود للواقع

Tuesday, April 18, 2017

يوميات

الحياة هي ...، جميعهم قاموا بالوصف، وأنا كذلك. أعتقد أنني أستطيع أن أصفها الآن "بمنّطقة التضادات" نمارس المنطق ضمن إطار ضيق بأدوات محدودة -كعقلنا البشري- لكننا لا نستطيع أن نمضي به إلى النهاية. قبل النهاية يأتي الرعب والدهشة، ثم تعجز الوصول بالمنطق لما هو أبعد من ذلك، لأنه يقودك في النهاية لتضاد. تتسائل عندها، كيف هذا؟ ولما؟ ثم تتقبل واقع الأمر وتصمت، وهذا وصفي للحياة. أُجزم أن ما أكتبه الآن لن يفهمه أحد أبدًا، لن يفهم أحد شيئًا على الإطلاق. لا أود أن يتم فهم ما أقوله على كل حال، لا أود أن يشاركني أحد هذا العبث، هذا القلق الرهيب، ربما وحده كافكا يفهم، وربما لم يفهم كافكا أحد.

يوميات

أشعر بالراحة عندما أفقد الشعور بالذنب تجاه أحدهم، لأني أشعر بالذنب تجاه الجميع، يكون حينها قد جرحني جرحًا عميقًا لا يلتئم، لا ألوم أبدًا لأني أتفهّم أي شيء. لا أسامح حتى أشعر بالذنب مرة أخرى..

Thursday, April 6, 2017

لم يفهم أبدًا حقيقة الأمر برمّته، علامَ هو العالم على ما هو عليه؟ فكل إنسان سيحيا -بالكاد- بضع سنين، وهو لا يدري من أمره شيئًا، لا يدري فعلًا أي شيء، لكنه يصر على أن ينتصر لموقفه بشكل مميت..

Wednesday, March 8, 2017

يوميات

لقد اعتدتُ أن أتذكر جيدًا الكثير من الأمور، من يُسمعنى موسيقى ما للمرة الأولى، الحب الأول، صداقات الطفولة، ومنزلي القديم، لطالما كنت مُحاط بأشباح كل من عرفتهم يومًا، كنت أستحضرهم بيسر ليلتفوا حولي، وأجعل عيونهم مرآة لحقيقة ذاتي، أما الآن فقد تبخرت ذكراهم وتلاشت كدخان سيجارتي، ويصعب عليّ استحضار أي شيء فأسلم بيأس لواقع الأمر، لكن أحيانًا تباغتني ذكرى ما أو وجه أحدهم، وأجلس شاردًا وجهًا لوجه أمام ذاكرة لا يسبر غورها، فأترك الأمر وحسب. أنظر إلى الوراء فلا أجد شيئًا، مجرد عابر في عالم مقفر مؤقت، أمضي إلى الأمام مع الزمن جنبًا إلى جنب، حتى تقضي الحياة أمرًا كان حتميًا..

Sunday, February 19, 2017

يقول أحد علماء النفس التابع للمدرسة الفرانكفورتية أن المرء يرتبط بالسيجارة لسبب له علاقة بحنينه لثدي أمه. في الحقيقة أجد أن هذا التفسير عامةً لا يخلو من سطحية وسذاجة، على الأقل لا يمت لي بصلة، فالتدخين بالنسبة لي مثلًا هو بمثابة تحقيقًا للذات، إنجازًا عظيمًا بإمكاني فعله يوميًا لأكثر من مرة، أمتص غبارًا مُحترق أملأ به رئتاي فأشعر بأني ممتلئ، وأخرج سحابة رمادية تتجه إلى الأعلى في عرضٍ ساحر يجعلني أترك توقيعي الخاص على السماء، أحرق نفسي بها من الداخل غير قلقًا على أية تشوهات خارجية، وأجعل الموت يسلك إليّ طرقًا مختصرة كما تدعي بعض منظمات الصحة العالمية..

Saturday, February 18, 2017

يوميات

هنا في رأسي، حيث تُصدَر ملايين الإشارات في جزء من الثانية، حيث يتجرد العالم من حدود الإمكان وبراثن المنطق، من ثقل الوجود وتعقيدات البشر، هنا في رأسي، خلقت روايات عظيمة وحصدت الجوائز، عزفت موسيقاي للعالم وتلقيت الاحترام، ضاجعت نساء مثيرة، وتزوجت فتاتي، وأنجبت أطفالًا كثيرة، هنا في رأسي، حنوت على كل الحيوانات الضالة، وقبّلت رأس كل من أخطأت في حقه، حققت النجاح والحلم والسمو ثم عاودني الضجر..

Saturday, February 11, 2017

أذكر جيدًا أولى انكشافات هذا العالم المروع لي، كانت قبل ما يقرب سبعة أعوام، كانت مشاهد من الهولوكوست يعرضها رجل دين مسلم على قناة فضائية دينية. أتذكر جيدًا الوجوه الملطخة بالرماد والعرق، الزيّ الموحّد، الأجساد النحيلة، وملامح الرعب المُمتزجة باليأس. كانت مشاهد عشوائية، أجساد تُحمل إلى الأفران، وتخرج في صورة هياكل عظمية، تلال هائلة من الجثث تجرفها الجرارات لمقابر جماعية، ابتسامات القادة، وملامح الجنود الجامدة، وامرأة مُسِنّة تجلس على الأرض بين صغارها وتُقبل يد أحد الجنود -لا زالت أذكر التفاصيل- كان مشهد يجسد الذُل المُطلق، كانت تنظر له أعلاها وتُقبل يده بشكل متقطع ومتكرر، ثم تطيل القُبلة وتلصق شفتاها بيده، ويربت هو على كتفها، ليس بإمكانه تغيير شيئًا، وأذكر كلمات رجل الدين معلقًا: "انظروا كيف ذل الألمان اليهود، ولكن سوف يتم إذلالهم على يد المسلمين مرة أخرى بإذن الله". بعدما انتهيت ذهبت للفراش وتكورت على جانبي وأصابتني رجفة شديدة، كنت أقول لنفسي "هذا غير مُمكن .. هذا غير مُمكن". منذ تلك الليلة تحديدًا فقدتُ إيماني، وفقدتُ الأمل في العالم، وبتُ أحتقر كل الآراء والأشعار التي تصف العالم بالجمال لزرقة السماء وزهو الأشجار، وبتُ أحتقر الذين لا يروا في العالم سوى الجمال، وأدركت بشكل كليّ، أن كل شيء في هذا العالم هو في واقع الأمر مُمكن..

Sunday, February 5, 2017

- ولكن أخبرني، لماذا تكره القتل هكذا؟
- وكيف لا أكرهه؟!
- إن كنت ضد مبدأ الإنجاب، وتؤيد الانتحار، وتلعن الوجود، فلما لا ترى الخلاص في القتل؟
- أي خلاص؟ 
- الخلاص من كل العذابات والأهوال التي طالما شكوت منها..
- أنا لا أفهم..
- بالطبع لا تفهم، لأنك لا تتبع المنطق اتباعًا كليًا، أنت تعلم أن فلسفتك تخلو من المنطق الخالص، وتعلم أيضا إنها لا تنطلي سوى على الضعفاء والبائسين من أمثالك..
- انتظر .. ربما هكذا يعمل المنطق، وربما كلامك لا يخلو من صواب، لكني أتبع المنطق لأفهم الأمور، لا لأؤمن بها، إن منطق الكون ظالم ووحشي. أنا لا أدعي صلاح وخير، إنني أعلم جيدًا أن كل ما في الأمر أنني وُجدتُ بتلك النزعات غير التدميرية، لكن دعني أخبرك شيئًا، ربما يتحقق للقتيل الخلاص، لكننا -كأسرى للوجود- نعايش آلامًا جراء القتل، ونتحملها مضطرين طوال حياتنا، فليذهب المنطق للجحيم يا عزيزي، ومرحبا بأي خرافات بإمكانها أن تجعل عالمنا أقل عنفًا وبشاعة..

Sunday, January 29, 2017

يوميات

لطالما كانت الكتابة ضمادة لنزيف لا يتوقف، أكتب فأحتمله وأحتمل الهبوط المزمن، أكتب لأثبت لنفسي أني -على الأقل- أستطيع أن أصف معاناتي. لكن ما يحدث لي مؤخرًا هو إنني عاجز عن الكتابة، أكتب بشكل سيء، عاجز عن رصد ما يدور في رأسي وما يحدث معي ومن حولي، لأن عقلي عالق في مدارات جديدة ومعقدة. لستُ أكيدًا من شيء، ولا شيئًا واحدًا فقط، كيف يعيش المرء دون مُسلمات؟، حتى وجودي لستُ أكيدًا بشأنه، أغفو للنوم فيتلاشى الوجود، ويتولد عالمي المفضل، الخالي من المنطق، عالم لي وحدي، وأصحو فيولد الوجود من جديد، وكل شيء يأخذ دوره المعتاد في سرعة رهيبة، فلا أدري أيهما الواقع وأيهما الوهم.

Sunday, January 22, 2017

يوميات

حُب؟ مرة أخرى؟ .. هممم..، إنه لقرار يستدعي التفكير بشأنه أكثر من الانتحار. كيف للمرء أن يسمح باختراق بقعته الآمنة؟، التي يستلقي فيها عاريًا من كافة الأقنعة التي يرتديها طوال الوقت مُضطرًا، وهل لإنسان أن يتحمل رؤية آخر دون تلك الأقنعة؟ أن يتحمل القُبح الكامن في كل نفسٍ بشرية من رياء وجُبن، إنه لأمر بالغ التعقيد، ولكن لما أراه كذلك؟ الإدراك بالطبع. أعود بالذاكرة لما قبل عشرون عامًا، عندما أحببت زميلتي في المدرسة، لم أكن أعرف كافكا ودوستويفسكي، ولم أكن أعرف آلية عمل الهرمونات التي تتسبب في الشعور بالحُب، كنت أُحب اللعب معها في الاستراحات، واصطحابها في طريق العودة بعد انتهاء اليوم الدراسي،كان هذا كل ما في الأمر. لطالما سخرت من ذاك الشعور بأنه طفولة، لكن صرتُ متأكدًا أن هذا ببساطة هو الحُب. لا أدري لما نحن مهووسون بالحُب هكذا، ربما لأنه المعنى الحقيقي للوجود، ومن يضيّعه فقد فقدَ المعنى وضلّ السبيل، فبعدما يملّ المرء من النظر إلى السماء، ومن الأسئلة التي بلا إجابات، يتوق بشدة لكتف يتحمل رأسه المصاب بالدوار..

Saturday, January 21, 2017

إننا نرتعد كثيرًا من كل ما هو غير مألوف، رغم أن ما نألفه قد يكون أكثر رعبًا في الحقيقة..

Friday, January 20, 2017

يوميات



يقول ساراماجو أن ليس هناك ما يسمى بالوحي، فإذا أراد أحدهم الكتابة فعليه أن يمسك بالقلم ويكتب، وأنا رغم كوني رجل كلاسيكي لكن لا أستخدم الورقة والقلم مطلقًا، فلا أملك سوى هاتفي الذكي (شديد الغباء) لأكتب ما يخطر ببالي من هذيانات قبل النوم. يقول كافكا أنه ما من أمل أمام المرء، أننا في حجرة بلا نافذة ولا باب، نصدم رأسنا بالحائط بلا جدوى، أفكر في تلك المقولة كثيرًا، يومًا ما سأترجمها موسيقيًا. إن هذا الكون رغم إتساعه الهائل، إلا أننا أسرى رؤوسنا، التي هي مظلمة وضيقة، وبلا نافذة ولا باب. لطالما علقت آمالًا على الأبدية، لطالما تُقت إليها، فعندما أرتاح إلى رفقة أحدهم، أتمنى أمنية داخلية أن تبقى هذه الرفقة إلى الأبد، ولكن لم تتحقق تلك الأماني، يجرفنا التيار لشيء مجهول، وما بيدنا سوى أن نمضي معه. أعتقد أن ساراماجو كان مُحقًا، ففي البداية، لم يكن لديّ شيئًا لأكتب عنه..


Wednesday, January 18, 2017

يوميات

لديّ وظيفة رتيبة، بها من الملل ما بوظيفة فرانز كافكا الروتينية، أقول الكلمات نفسها مرارًا، أسمع مئات الأصوات يوميًا على الهاتف، وأتخيل هيئات أصحابها، ملابسهم، ولون شعرهم، ومدى رضاهم عن حياتهم الجنسية. الموظفون يتصرفون بآلية مدهشة -حتى بآلية أفضل من الآلات العتيقة التي نعمل عليها- يجوبون المكان جيئة وذهابًا، ينظرون فقط إلى الأمام وإلى الأعلى، في عيونهم زيغ مريب، كأن بهم إصابة ما، ولكن ليست بسبب عضة أحد العائدين من الموت، ولكن بسبب رتابة هذا العمل، يبتسمون بلا روح ويضحكون دون أن يشعروك بالودّ، أشعر أنهم متصلين سلكيًا بجهازٍ ما إلكتروني وإنه إذا ما عبث أحدهم بهذا الجهاز فسوف يسقطون جميعًا في الوقت ذاته. لقد أدركت أنني لن أكون سعيدًا أينما ذهبت، فالطريقة التي أنظر بها إلى الأمور هي ما تجلب لي التعاسة، أشفق على العاهرة أثناء ممارسة الجنس معها بدلًا من الإحساس بالشهوة، أقرأ الحزن خلف الوجوه المبتسمة، وأوجد الكثير من الأعذار للجميع. لم أفكر قط في الذهاب إلى طبيب نفسي، ما من شيء قادر على أن يشفي علّتي، وما من شيء قادر على إلهائي عن لعنة الإدراك الهائلة تلك .. ربما الحُب..

Sunday, January 15, 2017

يوميات

ما من شيء قادر على أن يجعلك تتجاهل ما تدرك وجوده بالفعل، إنها عملية مُعقدة وحمقاء وحتمية الفشل. ولكن لما كان الإدراك في البدء؟، لتجنب العقبات؟ لمنّطقة الأشياء وفهمها؟، انظر حولك، ذاك الصراط الرفيع يجتازه الجميع معصوبي العينين، ويصلون لشاطئ الحب، دون أن يدركوا شيئًا مما تتدركه أنت، وتتشدق بمعرفته، الآن تود أن تتظاهر بالبلاهة، وتغمض عينيك معتقدًا أنك ستعبر هكذا بمنتهى البساطة؟، هيهات. عليك أن تفقد الذاكرة، أو تقف على الحافة منتظرًا، لمن سيأتي من الجانب الآخر لاصطحابك، وحينها فقط، يمكنك أن تغمض عينيك أثناء العبور..


Saturday, January 7, 2017

يوميات

خطر لي، لما لا أتبادل الأدوار مع الرب؟، لما أقاسي الإحساس بالذنب وأنا عاجز كليًا، بينما يصمت هو متعمدًا ولديه مُطلق القدرة، هذا التبادل البسيط سيحل مشاكل كثيرة، سأساعد تلك الفتاة على السفر، وسأجد وظيفة لسائق الأجرة المُسن هذا، الذي ندم على إضاعة الكثير من الفرص، وسأوجد مأوى لكل الحيوانات في الطرق، كي لا أرى نظرة الهلع في عيونهم مرة أخرى. بالأمس تسكعت مع زملائي في العمل، قضينا وقتًا لطيفًا، رغم أنه لا توجد بيني وبينهم أي اهتمامات مشتركة، لا الكتب ولا السينما ولا الموسيقى، لكني وجدت نفسي أتعلم منهم كثيرًا، من الطريقة التي يعيشون الحياة بها. إن أعظم ما أمتلكه الآن هو التمني، ليس لدي طاقة لأحقق شيئًا وسط هذا الكم الهائل من التعقيدات والتفاصيل المُنهكة، لكني فقط أتمنى، وهذا يكفي..


Thursday, January 5, 2017

يوميات

حجرتي مُحكمة الإغلاق، جدرانها زجاجية شفّافة، لديّ بيانو متواضع وكتب رثة، وقطط وأوراق خريفية جافة، وأزهار تحتضر من قلة الضوء. حجرتي تجذب الناظرين العابرين من دون اهتمام، يطرقون بابي فلا أستطيع سوى أن أستضيفهم بالداخل، لكنهم يجدون أشياء أخرى، جثث متعفنة وأزهار ميّتة، وحطام ورماد حرائق هائلة، فسرعان ما يغادرون دون عودة، لأحكم غلق باب غرفتي من جديد دون أن أدري من أمري شيئًا..