Monday, December 28, 2015

Recently, I realized that I'm capable of inflicting pain to others, on purpose. Though I have my reasons but still I was surprised of doing such a thing. it wasn't scary, it was drifting, I never knew I could do something like that to a person no matter how satanic he is, and no matter how much he deserved it. Maybe I'm exaggerating but its not about what it is, it's about how I felt, I experienced evil, I felt so wrong like I'm inside somebody else. And the scary thing is that I'm not regretting it, and I'd do it again if time was reversed. This place has poisoned me, I have to run away, again.

Monday, November 30, 2015

15 ساعة في السجن

https://www.facebook.com/CarelessMusic13/videos/861343770651284/


لطالما وليتُ وجهي نحو اللاشيء، شاكيًا وجودي، متمردًا عليه، مختنقًا في سجن بحجم الكون اللامتناهي، الذي لا أُشكل أي نسبة تُذكر من حجمه الهائل. رافضًا كل شيء وأي شيء. لكن شاء العبث أن يضيق سجني، لأخوض أغرب تجربة في حياتي. 


لم يكن كابوسًا ككوابيسي الدائمة، التي عندما أدركها أفتح عيني لأخرج منها، لأنني فتحت عيني كثيرًا ولم أخرج منه، لم أخرج منه إلا بفعل الزمن. 


عندما اقتدت إلى زنزانة لون بوابتها أخضر باهت -كلون كل شي في هذه البلد- لم أستوعب الأمر بعد، حتى بعدما أغلقها الشرطي بالأقفال. ظللت واقفًا بجوارها، مستنكرًا الواقع، ومُختبرًا للعجز في كل صورة له، وانتظرتُ رئيسي في العمل، الذي وعدني أن الأمر لن يتم أبدًا وأنه في طريقه إليّ.


كان هناك ما يقرب من خمسة وعشرون سجينًا من مختلف الجنسيات، اصطفّوا على جانبي الزنزانة، مستلقين على أرضيتها، كان المكان أشبه بمقبرة جماعية، رغم نظافته نسبيًا. رفضتُ الجلوس، تصورتُ أني سأظل واقفًا طوال الأربع وعشرين ساعة.


وعندما هاتفني رئيسي، ليخبرني بأسفه الشديد، بأن القانون الجديد ينص على وجوب قضاء يومًا في السجن لمن لا يحملون رخصة قيادة، وبأن كافة محاولاته باءت بالفشل، كنت قد بدأت في استيعاب الأمر واعتياده.


طوال فترة سجني وأنا لا أفكر سوى بدوستويفسكي، الذي لم أقرأ له أي شيء على الإطلاق، لكنه دائمًا في ذهني، وأتذكر مقولته: ”إن الإنسان يعتاد كل شيء، ياله من حقير.“


كان هناك شخصٌ نحيل، متوسط القامة، يُفرض سيطرته على المكان، خاصةً الجنسيات الأجنبية. عندما اقترب مني نظرتُ له نظرة حادة. حيّاني فرددتُ له التحية، فأدرك أنه من الأفضل له أن يتجنبني ومضى. 


بعدها بدأت بالتعرف على بعض الأشخاص الذين يشاركوني نفس اللغة. أحدهم قضى ما يزيد عن شهرين هنا، لعجزه عن دفع تعويض متوفي تسبب في قتله في حادث سير، وآخر قضى أربعة شهور لنفس السبب. الأمر أشبه بسجن مدى الحياة، ليس في زمنه الفعلي، بل في قضاءه، في المكوث لأجل غير مسمى، حتى يتبرع أحدهم، أو يصدر عفو من الحاكم، ربما.


عندما حاولت أن أستلقي مثلهم لأنام، لم أجد مكانًا لي، فرقدتُ منكمشًا وسط شخصين، وتذكرتُ المرأة الفقيرة في رواية بيدرو بارامو، التي مزقها الفقر في حياتها وفي مماتها، حتى إنها لم تستطع أن تستقل بقبرًا لها، فاستلقت بين ذراعي خوان بريثيادو، وتذكرتُ عبارتها المؤلمة: ”إنني شيء لا يزعج أحدًا.“


نمتُ كثيرًا، لكن لم يفارقني الوعي، تمنيتُ أن يكون قد مر ساعات طويلة، إلا أنها ساعة واحدة التي مضت. كنتُ جائع بشدة ولم أذق شيئًا طوال اليوم، وكنتُ قد قررت ألا أقرب الطعام حتى أخرج. عندما أدخل الشرطي العشاء، انقضوا عليه كالوحوش الجائعة، وكنت مستلقي إلى الحائط، لم أحرك ساكنًا، كنت أتأملهم. بعدما انتهوا عادوا إلى توابيتهم، جالسين، يحدقون نحو اللاشي. 


كنت بحاجة شديدة للتدخين، وقد أخذوا علبة سجائيري في الخارج قبل دخولي. بعد قليل، همّ أحدهم يعطيني سيجارة، كان يداريها في قبضة يده، ابتسم لي وأخبرني أن أشربها في دورة المياه بعيدا عن الكاميرات. شعرتُ بامتنان بحجم العالم لهذا الشخص المجهول الذي لم أعرف اسمه ولا سنحت الفرصة لتبادل بعض الكلمات معه. أشعلتها ودخّنت بعنف، حتى لسع الفلتر شَفَتاي.


عدتُ ثملًا ورأسي يتأرجح، وجلستُ أفكر، لا يفارق دوستويفسكي ذهني، ويراودني شعور غامض بالذنب تجاه كل من في الزنزانة، لا أدري ماهيته ولا سببه، حتى شعرتُ أنه لسبب ما لن أغادر المكان، وأسأل نفسي، كيف يمكن للمرء أن يعتاد هذا؟


دقائق حتى عكر صوت أقفال البوابة صفو هذياناتي، ودخل الشرطي لينطق اسمي، خرجت مسرعًا، عاجزًا عن فهم أي شيء، عازمًا الأمر على استمرار مشاهدة تلك الحياة اللعينة، كيف تمر.

Tuesday, November 17, 2015

يبدأ الأمر عندما يدخل المرء في حالة اكتئاب حاد، فيقرأ ما يناسب مزاجه السيء، حتى يدرك المأساة الكبرى!

Wednesday, November 4, 2015

And beside my nihilism, I got a weird feeling, that after my death, consciousness will accompany me in the tomb, till I vanish literally, oh it terrifies me when I think about it..

Sunday, November 1, 2015



في الواقع لا يوجد ما هو أسخف من جدال المُلحدين والمؤمنين حول أولوية الإستناد إلى العقل أو القلب، فتجد بسذاجة غير معهودة من يؤلِّه العقل ويجعل منه دينا، وعلى النقيض بمنتهى الجهل والحماقة من يدّعي بلا محدودية القلب وحكمته وحنكته وصفاته الخارقة .. إلى آخره من عته الصوفيين.


وليس إنطلاقا من وسطيّة عقيمة لن أنخرط في المقارنة بين تلك الأعضاء الحيوية لكن سأعقد مقارنة سأبدو في منتهى البلاهة أثناء كتابتي عنها لبديهيتها الفجّة.

تلك المقارنة هي بين الإحساس والتفكير، وما يبدو للوهلة الأولى منطقيا أنه لا يوجد وجه مقارنة بينهما، فالإحساس مجرد شعور غير ملموس حول شيء غامض كتوقع شيئا ما، وخلف هذا الإحساس ملايين الأسباب والتجارب النفسية التي مر بها الإنسان من قبل، يملك الإحساس من الأدلة والبراهين ما يملك رامي النرد من يقين بإحرازه رقما ما.

أما التفكير فمن المفترض ألا يكون في محل منافسة أو هجوم أو كُره إلا طبعا من أولئك الذين لا يمكن وصفهم سوى أنهم "أعداء ما يجهلون".

Tuesday, October 20, 2015

An endless need to vanish with this smoke through the dust of this infinite universe, to lose every consciousness I have, I just don't want to be exist anymore..

Tuesday, October 13, 2015

إن كان هناك أمرًا يزعجني بشدة، فهو مراقبة تأثيري على الآخرين، أن أكون سببًا في انحراف مسارات محددة -حتى لو كانت إلى الأفضل- كانت لتختلف لولا وجودي، إنه إنزعاج يولّد رغبة مُلحة في الانمحاء والتلاشي. لطالما وددت أن أكون مشاهدًا، مشاهدًا فقط..

Thursday, October 8, 2015

يمتثل الزمن مجددا أمامي في هيئته العملاقة الموحشة، أتمعن في تفاصيله المخيفة، وأدرك، أن كل مأساته تكمن في بطئه، في ملله السقيم، نحن مطالبون بمعايشة أبدية لكل لحظة، ويراودنا السؤال الأزلي، متى ينتهي كل هذا؟..

Saturday, September 26, 2015

حتى دخان سجائرنا يلتقي بطريقة ما في غبار الكون الواسع، فإذا لم نكن أكثر قيمةً منه، فمتى نلتقي؟..

Monday, September 21, 2015

أنا أيضًا أزرق وعاري
لكني لا أحيا في لوحة
بل وسط حطام الكون
أختنق

لسبب غامض 
لا أود ترك هذا الحطام
ولا أتوق لفردوس
رفقتك
هي كل ما أرجوه

عدميٌ أنا 
وعاشق
ياله من تناقض
لا أود منّطقته أبدا

جسدك
بيانو الرب
أعزفُ عليه بخجلٍ شره
وشهوة ماجنة
ألحانًا أنتِ وحيها

Wednesday, September 16, 2015

الحياة، هي تحمّل ما لا يمكنك تحمّله أبدا، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فبعدما تألف عجزك عن الاحتمال، تجد هذا الشيء قد تضاعف، ولازلت مطالبا بالاحتمال، ثم يتضاعف ويتضاعف إلى مالانهاية، حتى يصير وحش عملاق يملأ كل مجال رؤيتك، وتصبح النتيجة المعقولة الوحيدة هي أن يبتعلك في النهاية.
لا يمر يوم دون أن أفكر في الجدوى، حتى ولو بشكل عابر، ودائما ما يقترن هذا التساؤل بالعادات اليومية التافهة، كسماع أحدهم يمارس نميمته المعتادة في أذني، أو تأمل ممارسة طقوسهم وتلاوة طلاسمهم. الزمن، أكبر دليل على انعدام الإرادة الحرة، الحياة ماضية في طريقها إلى الأمام، ما من شيء بوسعه أن يوقف هذا، وليس بإمكاننا سوى أن نمضي معها أيضا.

Friday, September 11, 2015

في واقع الأمر يا عزيزتي، لا أدري على وجه التحديد متى بدأ ذاك الشعور الغامض الجميل، ولا كيف، لقد وجدته هكذا بداخلي ينضج ويملأ ذاتي من الداخل، كامتلاء غرفة سفلية بالماء في سفينة أوشكت على الغرق، لقد وجدته هكذا كما وجد المرء نفسه في متاهة الحياة، لا يدري لها بداية ولا نهاية، أنا أيضًا عاجز عن التنبؤ بالمستقبل، حتى أني أعجز عن قراءة الحاضر، كل ما أعرف أني أريده هو أن نظل معًا حتى نشاهد تلك النهاية سويًا.

Tuesday, September 8, 2015

Suicide

Once, i decided to suicide, and i kept searching on the internet for the conclusions of a several ways, like taking too much pills or cutting my veins, and randomly i found a weird blog spot for someone who tried to suicide before, and he was explaining what happened for him, he said that he saw it all, the universe, it was like the greatest zoom out of all time, all planets, all galaxies, the whole universe before his eyes, he said it was wonderfully scary scene, and his soul was free falling till suddenly he gained back his consciousness in some hospital. of course i didn't believe him, but i let go of the idea..

Friday, August 28, 2015

Pietà

https://www.youtube.com/watch?v=bPhrG82nV2c

الساعة اقتربت من الواحدة بعد منتصف الليل. يوم طويل ومُهلك. كان جالسًا على مكتبه وقد احتسى نصف فنجان القهوة الخامس له اليوم. ضغط على زر وسأل "كم شخص متبقي عندك؟" فردت "امرأة واحدة يا دكتور" فتنهد وطلب من الممرضة أن تُدخلها. وهمّ يضع أسطوانة موسيقية أخرى. كانت قد دلفت المرأة لتوها، مشت ببطء خطوات واثقة، وجلست أمام المكتب على الكرسي. كانت ترتدي رداء أزرق داكن يتكون من جونلة قصيرة وجاكيت سادة، وكان شعرها أسود قصير جدا. تابعها الدكتور باهتمام من هيئتها ورائحة عطرها القوية النفاذة، وعندما عاد إلى مكتبه كانت قد بدأت الموسيقى.

فرحب بها بابتسامة خفيفة  
- أهلا، كيف يمكنني مساعدتك؟
- جروتسكي؟
- نعم، إنها سيمفونيته الثالثة
- اللعنة عليه وعلى تلك السيمفونية تحديدًا
- ما بها؟
- إنها كاشفة، كاشفة لدرجة لا تستطيع ذواتنا تحملها
- أتحبي أن أوقفها؟
- لا .. دعها
- همم حسنا ما اسمك؟ وما هي مشكلتك تحديدا؟
- أنا مارلا، وأنت؟

فابتسم وقال لها
- جئتِ لدكتور دون أن تعرفي اسمه؟
- كنت أمشي في الشارع بلا وجهة محددة، ووجدت يافطة مكتوب عليها دكتور أمراض نفسية، فدخلت ولم أنتبه للاسم، وانتظرت طويلًا لعدم وجود حجز مُسبق.
- ويبدو أنك لم تنتبهي لهذه اليافطة التي على المكتب أيضًا، عمومًا اسمي إيفان. إيفان فالوشكا. أخبريني إذن، ما الأمر؟
- لستُ أكيدة إن كانت فعلًا مشكلة وبحاجة إلى علاج. لديّ نزعة سادية.

فتناول إيفان ما تبقى من القهوة استعدادًا لمقابلة مُرهقة. وسألها..
- وإن لم تكن مشكلة فلما لجأتِ إلى دكتور؟
- الرعب!
- أي رعب؟!
- الرعب في تجاوز المألوف. عندما أتمادى. عندما يفلت الزمام من يدي.
- ومتى يحدث هذا؟
- مع الأشخاص الذين يرغبون في مستوى عالي من السادية، على غير المعتاد. يجرفني تيار غامض، أشعر بثُقلي يخف، وأتماهى في نشوة مميتة، تُصبح وقتها السيطرة أمرًا مستحيلًا. القوة، البطش، سمات إلهية، عندما تسكنك، لا يعود بمقدورك التدني إلى مرتبة البشر مرة أخرى.
- حدثيني عن طفولتك.
- دعك من الأسئلة المعتادة واجعله حوارًا عاديًا، لا تعاملني كمريضة!

ارتبك إيفان فدارى توتره وبادرها بسؤال آخر
- كم مرة شعرتِ بالألوهية؟
- مرتان
- ومتى وجدتِ أنه ينبغي أن تذهبي لدكتور؟
- في المرة الثانية تحديدًا. عادة ما يكون هنالك كلمة أمان، أتفق عليها مع الطرف الآخر، عندما تماديت في المرة الأولى بدأت أشعر بذاك السمو الذي حدثتك عنه. كان رجل في الخامسة والثلاثين من عمره، في عينيه نظرة إنكسار جذابة، طلب المستوى العالي، واتفقنا على كلمة الأمان، عندما صرخ بها لم أستطع التوقف، وقتها شعرت بالرعب الذي أحدثك عنه، لأول مرة أفقد السيطرة، تأخرت دقيقة كاملة، وقتها كان يبكي بشدة من الألم، لكن الغريب أنه لم يقم بلومي بعدما ارتدى ملابسه.
- ماذا فعل إذن؟
- شكرني بشدة دونما أن ينظر في وجهي ثم انصرف.
- والمرة الثانية؟
- كان الأمر أشبه بتناول المخدارت للمرة الثانية، المرة الأولى لم تشبعك، ولديك الكثير لتكتشفه في ثاني مرة. كانت فتاة يافعة في الرابعة والعشرين، جاءت كمن يبحث عن الموت لا عن اللذة، وكان طلبها في منتهى الغرابة، لم ترغب في كلمة أمان، قالت لي إنها تبحث عن أقصى ما عندي، ووقعت العقد بدون تردد. في حقيقة الأمر استفزت ساديّتي. كانت المرة الأولى التي أقوم فيها بتجربة مشاهد بعينها للماركيز دي ساد، شربت من دمها حتى ارتويت، فقدت وعيها مرتين أثناء الممارسة، ولم تطلب مني التوقف مطلقًا، مكثتُ في تلك النشوة الإلهية 4 دقائق كاملة!

تنهد إيفان وأشعل سيجارة وسألها
- هل أنتِ مُحترفة؟
- أمارسها منذ سبع سنوات.
- لديكِ خبرة إذن، ما الذي دفعك للتمادي؟
- الفضول. دائمًا كان الفضول هو ما يقودني.
- أي فضول؟
- الفضول في اكتشاف مناطق معتمة لم يعرفها الضوء من قبل..

أشعلت سيجارة وزفرت دخانها لأعلى ثم أردفت
- في طريقي إليك، كنت جالسة على كرسي في حديقة عامة، كنت أدخن سيجارة، وقبل أن أرميها وجدت خنفسة أسفل قدمي، شعرت برغبة غامضة في أن ألقي عليها السيجارة، فرميتها، لسعت إحدى أرجلها، فأخذت تحركها كثيرًا ثم مضت.
- غريب
- ما رأيك؟
- علم النفس يصنف السادية والمازوشية على إنها اضطرابات نفسية، لكن لدي رأي آخر.
- ما هو؟
- أرى أن تلك الممارسات الخاصة بالجنس تُكمل بعضها، إنها مفيدة وصحيّة، أن يتم استغلال تلك الاضطرابات في إنتاج لذة للطرفين هذا في رأيي أفضل تصور للأمر. لكن حتى ساديتك غير مألوفة، غير عادية. أنا مُصرّ على إجابة لسؤالي!.

فردت بصوت متوتر
- قلت لك لا تعاملني كمريضة، أنا لا أسمح لك!
- العالم مليء بالبشاعات والأهوال، ماذا يعني لك هذا؟

ارتفعت نبضات قلبها وردت
- بالطبع يعني لي الكثير، ماذا تقصد؟
- هتلر، ستالين، موسوليني .. هؤلاء كانوا ساديين سببوا الدمار والوجع لكل البشرية. سؤالي هو ماذا تشعرين تجاههم؟ هل لديكِ أي نوع من أنوع الإعجاب بهم؟
- بالطبع لا!
- ولما لا؟
- تلميحك مباشر وسطحي .. أنا لا أقتل، لا أُكره أحدا على شيء دون إرادته..
- ما تفسيرك إذن يا مارلا؟

فنظرت بعيدًا نحو اللاشي وقالت
- لا أدري .. لقد وجدت نفسي هكذا

وصمتوا برهة يستمعوا لذلك النحيب الأوبرالي القادم من عوالم أخرى. قامت وتجولت في أنحاء الغرفة وحدقت في لوحة كلاسيكية تحمل فيها مريم يسوع بين ذراعيها وترفع رأسها للسماء تضرعًا، ثم سألته
Pietà؟
- نعم
- هل تؤمن بالرب ؟
- كلا
- ما الجدوى إذن يا إيفان؟ ما الجدوى؟ ما الذي يجعل لشيء أحقية على شيء آخر؟
فتنهد تنهيدة طويلة ثم قال لها

- لا أعرف..

سقطت دمعة سرعان ما واراتها، ثم التقطت حقيبتها وابتسمت لإيفان وقالت
- ليلتك سعيدة

وانصرفت في خطوات سريعة. قام إيفان وأطفئ الموسيقى والتقط أسطوانة جروتسكي وظل ينظر لها كثيرًا، وعلم أنه لن يسمعها مجددًا كما اعتاد أن يسمعها من قبل. 



Monday, August 24, 2015

للحب قيمة في العبث أكبر منها في المثالية واليوتوبيا..

Monday, August 17, 2015

الحب

الحب، بين أعمق المعاني الفلسفية وأتفه الأغاني السطحية هو نفس الحب، سواء كان بين سواق توكتوك وبياعة شاي أو بين كافكا وميلينا أو قط وقطة مش عارفين يحضنوا بعض فبيضموا راسهم ويغمضوا عينيهم، هو نفس السحر اللي بيضيف للوجود معنى وبينسي الإنسان هو هنا ليه وبيعمل ايه أو على الأقل بيخليه يتفلسف وهو أقل اكتئابا..

Wednesday, July 29, 2015

Let Time Pass

- Cigarette?
- Ok, time pass
- Yea, it passes the time
- ...
- You know this music?, its from "Kabhi Alvida Na Kehna"
- "Kabhi Alvida Na Kehna", yea yea
- Its the only Indian movie that i know
- Can you play it on piano?
- No i can't, i can just play a few pieces
- Aha..
- My dream, is to study music in Europe so i can become a professional
- My dream, is to make a better living for my family in India
- KSA is the land of the lost dreams
- Yea
- One more cigarette?
- Ok, time pass again
- Yea, let time pass..

Monday, July 27, 2015

The Diaries of a Nihilist Soul

https://www.youtube.com/watch?v=u116HbMOF_Y

في البدء كان الظلام
وكان النور
شذوذ مؤقت
حالة عابرة 
مُحاصرة
سرعان ما ستبتلعها الحواف 
مهما دامت لملايين السنين. 


المأساة بدأت مع الإنسان
مع أولى مراحل تطور الوعي
مع بداية ومضات الإدراك لهول الوجود
هكذا كانت دراماتيكية الإنسان 
وهكذا ستظل ملتصقة به 
حتى نهايته
ربما لن يكون بمقدوره أن يقول "أنا أعرف" "أنا متأكد"
ربما أقصى ما بوسعه هو الدهشة والبكاء


أنا خائف
هذا ما أشعر به طوال الوقت
تمامًا كالإنسان الأول
تائه
حزين
دونما أن أدري السبب
أشعر أن حزني أكبر من كل معاناتي
حزن فائض
يبدو أني ورثته من أسلافي الحيوانات
الذين طالما حزنوا
دونما أن يدروا السبب


فجوة زمنية رهيبة أصابتني
لازلت أقف حيثما وقف ذاك الإنسان الأول
تنتابني الدهشة نفسها
الحزن نفسه
والحيرة التي خلّفتها صدمة الإدراك


ماذا أفعل هنا؟
لماذا تسير الأمور على هذا النحو بالذات؟
ومتى ينتهي كل شيء؟
كم غريب أن يبدأ الإنسان الأول من تلك النقطة نحو تأسيس اليقين
وكم غريب أن أكفر باليقين وأنتهي حيثما بدأ


ماراثون هائل
المرء لا يدرك من أمره شيئًا إلا في منتصفه
لا يدري كيف بدأ
ولا الجدوى من وجوده 
لكنه اعتاد ممارسة الركض قبل ممارسة التفكير
وهكذا يمضي
يقيم صلات عابرة مع آخرين  
ويحاول تجميد الزمن قدر المستطاع
وإرجاء القدر المحتوم
لكن اللهث والتعب دائما ما يعوقوه
هذا العالم لا يوجد به أشرار 
بل أناس مصابون بالضجر


الأشياء تتداعى
الزهرة الجميلة فقدت رحيقها
وبَهت لونها
وتلاشت أوراقها ببطء
الزوجة السعيدة كَبرت في العمر
وضعف إدراكها
ونسيت تلك التجاعيد التي قبّلتها ألف ألف مرة
الكون يتمدد بلا نهاية
في كل لحظة تزداد المسافات بيننا
النجمة الساطعة غير موجودة
هذا طيفها
النجمة اندثرت بعنف
دون أن تدري السبب
القطة البائسة التهمت صغيرتها من الذُعر
وعندما هدأت
بحثت عنها بحُرقة
المرء لا يزال يأكل 
ويشرب 
ويقتل 
ويبكي 
ولا يدري من أمره شيئًا


لقد أدركت أكثر مما ينبغي
سعيتُ للحقيقة فجنيتُ اللاجدوى
أقفُ في اللامكان
تائهًا
وحيدًا
لا أملك شيئًا
لا أشتاق لشيء
وقلبي يرتعد



الشكّ
يا له من لعنة
يا له من سمّ
يأكل الجسد
يشلّ الروح
ويمضي بالعقل إلى مدارات الجنون
في البداية يغريك سحره
تفتنك عقلانيته
ثم ينتهي بك الأمر زاحفًا نحو اللاشيء
ماضيًا بحماس نحو الهلاك


الحُب
مقامرة مع الوجود
خسارتها حتمية
حتى لو انتصرت
لو لم يخطئني الحب
لو لم يسحقني
ما كنت أدركت شيئًا
ما كنت رفعت رأسي إلى السماء
ما كنت خاصمتها
كنت ظللت أعمى
لكن بماذا أفادني البصر؟
أكون كاذبًا إن قلت أني كفرت به
لعله الشيء الوحيد الذي لازلت أؤمن به
الذي لازلت أبحث عنه
دونما أي اعتبار لمنطق أو جدوى




الوِحدة
قانون طبيعة أزلي
أنا وحيد
تمامًا
في أفكاري
في مشاعري
في هذا الكون الضخم


التدخين
خطة انتحار بعيدة المدى
لا أكترث بما تمتصه رئتي من سموم
فما تمتصه يوميًا من ألم ووجع
أشد فتكًا من أعتى السرطانات
العقل ينبغي ألا يتوقف عن الثمل
عن الثقل
عن اللامبالاة
حتى لا يأخذ هذه الدنيا على محمل الجد
ينبغي أن تظل رؤية العين مشوشة
مهتزة
فلو بدت واضحة 
لتملكك الرعب
لقتلتك التفاصيل


القهوة
دمٌ أسود
تتجرعه الشرايين والأوردة
تصبغ الجسم بلون قاتم
لون اليأس والقنوط


اللاجدوى
هي كل ما أملك
هي كل ما انتهت عندها محاولاتي
وحشٌ عملاق 
يبتلع كل شيء
هي نقطة  ت. س. إليوت
التي بدأنا منها 
والتي ستنتهي عندها كل اكتشفاتنا
لكن
ما الفائدة من التعرف عليها؟


الموت
نجاتي
ما أنتظره يوميًا
بوابتي للحقيقة المُطلقة
لقد أدركت هذا من قبل
لكن هكذا هي الحقيقة
ما إن تُدركها حتى تغمرها الشكوك
نحن نعلم جيدًا أن الحقيقة تسكن الموت
لكن
الحياة اللعينة دائمًا ما تضللنا
دائمًا ما تغرينا
بأننا يمكن أن ندركها أحياء


الانتحار
الصفعة التي تلطم بها وجه الوجود
الصرخة التي تصمّ بها آذانه
يا له من فعلٍ عظيم
بل هو أعظم رد فعل يمكن أن يقوم به الإنسان تجاه هذه الحياة
السبيل الوحيد للانعتاق من العذاب المحتوم
كم أحسد تلك الأرواح المُنتحرة
كم أفخر بها
وكم أرثي لروحي الضعيفة
البائسة
المازوشية
أسيرة هذا الوجود اللعين
التي يبدو أنها تتلذذ بساديته
متى أصرخ بوجهه أنا أيضًا؟
كل صراخي الآن أشبه بصراخي في الكوابيس
مليء بالذُعر
خالي من الصوت
متى أُقدم على الانتحار؟
قريبًا .. قريبًا جدًا.. 

Thursday, July 23, 2015

يوميات

الربّ يا ريم، وهم البؤساء، حِلم المتعبين، النجاة المأمولة وسط الضباب اللانهائي، التناقض المغفور له .. حيث أن منّطقته لا تعني شيئًا على الإطلاق..

Saturday, July 18, 2015

يوميات

لقد أدركت أكثر مما ينبغي
سعيتُ للحقيقة فجنيتُ اللاجدوى
أقفُ في اللامكان
تائهًا
وحيدًا
لا أملك شيئًا
لا أشتاق لشيء
وقلبي يرتعد

Saturday, June 27, 2015

وداعٌ راقص لا ينتهي


دفعتْ برفق بوابة السور الحديدي القصيرة، ودلفتْ ببطء، وكل قدم تحمل ثقل أحزان العالم، ومَشَت خطوات، مشتها من قبل عشرات المرات، ووقفت أمامه. كان قد خرج لتوه وجلس ينتظرها في بذلته السوداء، مبتسمًا. ويداه ممسكتان ببعضهما البعض بين رجليه. كان المكان يخيم عليه السكون، إلا بعض صفير الريح بين الأشجار منزوعة الأوراق، وكان يضيئه القمر في صورته المكتملة، حريصًا على المشاهدة. همّت بنزع معطفها، الذي كانت ترتدي تحته فستان أسود قصير منزوع الأكمام، فبدت فيه كملاك في قداس جنائزي، كضوء شديد السطوع بداخل جوهرة سوداء نادرة الوجود. أدارت موسيقى عذبة، يأنس لها الراقدون في باطن الأرض. وبدأت رقصتها. كانت تتمايل برقة، تداري بابتسامة فيض من الدموع يحتشد أسفل عينيها يوشك أن يثور. تدور حول نفسها وحوله، تؤدي رقصة أتقنتها بشدة، كم تمنت أن يشاهدها. تأتي كل يوم لأدائها أمامه، كان حضوره الميتافيزيقي يرضيها رضاء مؤقت، سرعان ما يزول، فتأتي مجددًا، لترقص مرة أخرى. وكانت عينيه الشاحبة المبتسمة تلاحقها أينما ذهبت، لا تفوتهما حركة من رقصتها. وعندما انتهت، انحنت كالبجعة الحزينة. اقتربت منه حتى التصقا، وقبّلته قُبلة طويلة، لم تستطع معها أن تصمد دموعها أكثر من ذلك، فانهمرت على خديها الناعمين. ابتعد عنها وقد خيّم الأسى على ابتسامته العاجزة، ومضى إلى الأسفل. فارتدت معطفها وهمّت مُغادرة، عازمة الأمر على العودة مرة أخرى، وبعدما أغلقت خلفها البوابة الحديدية، كان قد بدأ القمر في النحيب.

يوميات

لأول مرة أحس إني مش فاهم حاجة وإني مش قادر أتفلسف وإن كل اللي قريته قبل كده موجود في صندوق مقفول في الذاكرة مش لاقي مفتاحه وإن الوعي الجمعي المحيط أقوى بكتير من أي أفكار مختلفة بملكها وإني فاقد لأي رغبة في القراءة .. أنا بتعرف على الحياة من منظور غريب جدا!

Thursday, June 11, 2015

يوميات

الأشياء تتداعى. الزهرة الجميلة فقدت رحيقها، وبَهت لونها، وتلاشت أوراقها ببطء. الزوجة السعيدة كَبرت في العمر، وضعف إدراكها، ونسيت تلك التجاعيد التي قبّلتها ألف ألف مرة. الكون يتمدد بلا نهاية، في كل لحظة تزداد المسافات بيننا. النجمة الساطعة غير موجودة، هذا طيفها، النجمة اندثرت بعنف، دون أن تدري السبب. القطة البائسة التهمت صغيرتها من الذُعر، وعندما هدأت، بحثت عنها بحُرقة. المرء لا يزال يأكل، ويشرب، ويقتل، ويبكي، ولا يدري من أمره شيئًا.

Thursday, June 4, 2015

يوميات

رغم كل طموحاتي الموسيقية إلا أني لا أرغب في شهرة واسعة ولا جماهير ولا محبين ولا حتى أن تُخلّد موسيقاي فترة طويلة، أود فقط لو أن أضع موسيقى لأفلام مغمورة غير ناجحة، أو موسيقى لا يعرفها سوى عدد ضئيل جدا من البشر يبتسم أحدهم عندما يعلم أن غريب تعرف إليه مؤخرا يستمع إليها أيضا، موسيقى عندما تسمعها قطة شارع آتية من بيتٍ كانت مارة بجانبه تستوقفها وتشعر بحنين غامض ثم تمضي..

يوميات

الوقت يمضي سريعا يا عزيزتي، المرء لا يدرك من أمره شيئا إلا في منتصف ماراثون هائل، لا يدري كيف بدأ ولا الجدوى من وجوده، لكنه اعتاد ممارسة الركض قبل ممارسة التفكير. وهكذا يمضي، يقيم صلات عابرة مع آخرين أثناء الركض، ويحاول تجميد الزمن قدر المستطاع، وإرجاء القدر المحتوم، لكن اللهث والتعب دائما ما يعوقوه، صدقيني، هذا العالم لا يوجد به أشرار، بل أناس مصابون بالضجر..

Monday, May 25, 2015

يوميات

الحق أقول لكم، لست معنيًا بأن أشرح للمغفلين أني لست ملحدًا، هم لن يفهموا على كل حال، فالأمر أعمق بكثير من سذاجة سطحيتهم، هم لن يفهموا أبدًا أن المصابون بلعنة الشك مثلي نادرًا ما يجزمون بشيء، هم لن يفهموا أنني كلما رأيت قطة جائعة ازددت سخطًا لهذا الإله، كلما رأيت طفل يبكي كلما لعنت الوجود بأكمله، أنا أكره الله، أكرهه بشدة، ومع كل نفس أتنفسه يزداد حقدي وحنقي تجاهه، أنا عدوه!

Saturday, May 23, 2015

يوميات

As i'm heading to the crossroads, and as i'm all out of real free will, and as i know that there is nothing ever can change the main causes of what will happen inevitably in the next crossroads, i can't stop wishing to be threw right into what i'm planning to, its like i'm begging the fucking blind random coincidence (knowing that its determinism is fucking unchangeable) to be mercy..
What drives me crazy is that any of those monsters in ISIS could just think about it, and rethink again and again, he could fall in love with a piece of music that'd turn him upside down. its possible!

and the concept here is "less knowledge .. more disasters"
its true but who should we blame it on? .. i'd say existence..

Quotes

المأساة بدأت مع الإنسان، مع أولى مراحل تطور الوعي، مع بداية ومضات الإدراك لهول الوجود، هكذا كانت دراماتيكية الإنسان، وهكذا ستظل ملتصقة به حتى نهايته، لعل إيجاد الحقيقة شأن كائنات لاحقة، ربما لن يكون بمقدوره أن يقول "أنا أعرف" "أنا متأكد"، ربما أقصى ما بوسعه هو الدهشة والبكاء..

Thursday, May 21, 2015

Quotes

In fact, i don't create music, i listen to it inside of me and inside everything else, its already there, and its secret is as vague as life itself.

Sunday, May 17, 2015

يوميات

نظرتُ إلى عينيكِ -التي أبت أن تنظر إلى عينيّ- وأخبرتك كم أفتقدك بشدة، لكنك لم تلتفتِ، كأنك لم تسمعيني، أو كأن موجات صوتي تاهت بفعل غامض في الفضاء بين شفتاي وآذانك. وعندما إلتفتِ، كانت نظرة حادة -قادرة على صهر أقوى المعادن صلبًا- قد وجهت إلي، وكانت يدك القوية، قد أمسكت ذراعي بشدة، كادت أن تحيله لذرات لا ترى بالعين المجردة، وكان صراخك الذي تسبب في زلزلة الأرض بين قدميّ، وتساقط فتات الأسمنت من السقف، قد أصاب أذني بطنينٍ، صاحبها طوال فترة نَهرك لي. فتضائلتُ فيزيقيًا، لطفلٍ في الرابعة، أمام والدته البشعة العملاقة، وعيني ملآنة بالذعر والرهبة. ألم أقل لكِ، أن كل ما أفعله وقت الحرب والدمار، هو أني أجلس في ركنٍ ما لأبكي؟

Tuesday, May 12, 2015

يوميات

أنا أرتعد، حرفيًا، ذاك التصور الذي طالما راودني وأنا طفل عاد لينتابني مجددًا، أني وحيد في لعبة محاكاة إلهية عملاقة، جميعهم مزيفون، بلا استثناء، مجردون من أي وجود فيزيقي، مجرد سمة من سمات هذا البرنامج اللعين، لدرجة أني كثيرًا ما أشعر أنه بمجرد أن ألتفت من أمامهم يختفون تمامًا. لا أعرف متى تنتهي هذه اللعبة السخيفة، لقد مللت الزيف، ومللت الأشباح ومعاشرتهم، ومللت الجلوس وحيدًا هنا، وما يخيفني حقًا، أنا يكون الصانع قد نسى أمري تمامًا..

Friday, May 1, 2015

يوميات

ماذا يمكنني أن أكتب الآن، في يومياتي التي لن يكون بمقدورك أن تقرأيها أبدًا، إنني حزين يا م، حزين جدًا، كإله نادمًا على خلق كونًا كهذا، فاقت أهواله ما قد توقع. اللاجدوى طلاء في دلوٍ عملاق، سُكِب، وغطى كل شيء بلون مخيف وقاتم. لعنة التمدد أصابت البشر، ذابت الجاذبية، وصرنا أشباح هُلامية هائمة على وجهها في فضاء فسيح دونما أي قدرة، نُدرك تزايد المسافات في عجز، ولا نملك سوى البكاء كالأطفال. وأتسائل، هذا الوجود القذر ألا يملّ نفسه؟ ألا يكفيه انتحاب الجماد؟ أم عاجز هو أيضًا يستحق الشفقة؟ لكن لو أشفقنا على الوجود، فمن سنلوم إذن؟ من سنلوم؟

Saturday, April 11, 2015

لوحات عسكرية: اللوحة الأولى


ركضت سريعًا بأرجلها الستة، الحرارة غير مُحتملة، الظل على مرمى بصرها.
ما أن وصلت حتى أحست بالفرق الكبير، الرمل أقل حرارة، يكاد يكون باردًا، مكثت قليلًا لتستريح ثم دخلت نفقها. لم يكن الظل وحيدًا، بل حوله ما يقرب من ثمانية عشر ظلًا آخر، بينهم مسافات متناسقة في تساوي. سقط ثلاثة حتى الآن.

 التاريخ منتصف آب تقريبًا، والساعة تجاوزت الواحدة ظهرًا بالتأكيد، يستطيع المرء أن يعرف هذا من شدة الشمس، أي أمل في نفحات هواء رطب ميئوس منه تمامًا، بل الرجاء في ألا تهب ريح ساخنة تُزيد الأمر قسوة. كان الرمل به من الحرارة ما يسمح للعين المجردة برؤية بخار خفيف يتصاعد من بين ذراته. كان العرق يتساقط بلا نهاية، فيبلل ملابسهم لكن سرعان ما تجف بفعل الحرارة العالية، وعندما تجف تكون قد صارت أكثر خشونة بسبب ترسب الأملاح، وعندما تضربها الشمس من جديد تكون أشبه بمكواة على الجلد. والحذاء الأسود الضخم الذي يرتدونه يمتص الحرارة من الشمس ومن الأرض فيكون أشبه بفرن يشوي أقدامهم داخله بلا توقف.

هم لا يدرون كم من الوقت مضى حتى الآن على وقوفهم، ولا متى ستنتهي مدة الوقوف، ذات يوم وقفوا ثلاث ساعات، وأحيانا وصلت المدة لخمس ساعات. بعضهم يرتدي ساعات يد، لكن لا يجرؤ أحدًا على النظر فيها، ولا حتى إحداث أبسط حركة، فكلهم رأوا ما حدث أول يوم لهم في المعسكر، عندما سقط أحدهم، فهمّ زميله الواقف وراءه لحمله إلى الظل، فما أن خطا ناحيته حتى تلقى الضربات من كل مكان، في كل مكان، ومكث على أثرها يومان في العيادة بعدما كُسر ساعده. هكذا كانت تُدرك الأوامر، بعشوائية العقاب المفاجئ.

التحمل ليس خيارًا، فعندما يسقط أحدهم مغشيًا عليه، يظل راقدًا على لهيب الرمال التي تسلخ جلده حتى يعود له وعيه، وهذا ما ينتقص من طاقته أثناء الوقوف في اليوم التالي، طاقته التي تنتقص بالفعل بسبب سوء التغذية وقلة عدد ساعات النوم، فالمهمة كانت إرجاء السقوط الأول قدر المستطاع، حتى لا تسحقهم حتمية تلك الدورة اللانهائية من التساقط.

لكنه لم يسقط قط، ولا مرة واحدة، يظل واقفًا مهما طالت المدة، وبعدما تنتهي ينصرف بشكل طبيعي، لا يبدو عليه الإنهاك كما يبدو على الآخرين، وقد أثار هذا الأمر دهشة زملاؤه، فهو لا يبدو عليه قوة جسمانية مبالغ فيها أو شيئًا من هذا القبيل، كلهم سقطوا إلا هو، فسأله أكثر من شخص عن كيفية صموده الغريب هذا، فكان يُجيب بأنه يسمع أصوات تُلهيه عن شعوره بالألم، وكلما يشتد عليه الألم تعلو تلك الأصوات فتعزله داخليًا عن كل ما هو خارجي، فدهش زملاؤه من هذا الأمر. ظن البعض أنه مجنون، وظن آخرون أنه مسكون، إلا أنهم ظلّوا عاجزين عن تفسير ماهية صموده. وباتوا يعقدون الرهانات في بداية كل يوم قبل فترة الوقوف إن كان سيسقط أم لا، وبدأ يلاحظ  أيضا عدد من ضباط الصف وقادة الفرقة عدم سقوطه، وظلّوا يتابعوه كل يوم في دهشة، إذ كان سقوط الجنود بالنسبة لهم أمرًا بديهي. 
   
يتساقط العرق من جبهته بغزارة، وينزل على جفنيه فتحرق الأملاح عينيه، فلا يستطيع سوى أن يفتحهما ويغلقهما عدة مرات حتى تخرج قطرات العرق منهما. سقط جميع الجنود إلا اثنان منهم هو، هذه المرة كانوا يعلمون مدة الوقوف. سبع ساعات. ربما جهلهم بالمدة قبل ذلك كان في صالحهم، كان يمدهم بالأمل في أن لحظة الانتهاء قد تكون وشيكة، وأن كل ما عليهم هوالمزيد من التحمل قليلًا، لكن الهدف هذه المرة مستحيلًا، وبعد مرور أقل من ثلاث ساعات كان قد تساقط نصفهم، ثم واحدًا تلو الآخر، حتى لم يبق سواهما. لكنهم لم يعلموا سبب طول فترة الوقوف هذه المرة، ربما حضور قائد المعسكر، فهم لم يشاهدوه يحضر من قبل أي أنشطة يقومون بها. كان يمر عليهم مرة في اليوم، في مواعيد متفرقة، يبادل قائد الفرقة نظرات بسيطة في صمت ثم يرحل، لكن تلك كانت أول مرة يحضر معهم فترة الوقوف. كان جالسًا في المنصة وسط قائد الفرقة ونائبه، وفي يده كوب ماء مثلج، يملأه جنديه الخاص كلما أشار له بذلك، لم ينبس بكلمة مع من حوله، وظلّ طوال الوقت يشاهد الجنود يتساقطون في صمت.   
  
راهن الجنود كلهم على سقوطه اليوم، وأن صموده درب من دروب المستحيل، وحتى قائد الفرقة ونائبه ذكروا هذا الأمر فيما بينهم قبيل بدء فترة الوقوف، وتوقعوا سقوطه. لم يتبق سوى هما الاثنان، كان الجندي الآخر واقفًا خلفه، كان يستمد منه قوة التحمل، وظلّ واقفًا حتى ست ساعات، وهذا رقم قياسي لم يحققه من قبل، لكنه لم يستطع الوقوف أكثر من ذلك، فهوى ووقفته المذهلة آخر ما تعلقت به أنظاره.

مرت الساعة الأخيرة، نظر قائد المعسكر إلى ساعته ونزل درجات المنصة في بطء متجهًا نحوه. كان قد فاق باقي الجنود لكنهم ظلوا جالسين من شدة التعب. اقترب منه القائد ورفع نظارته الشمسية إلى جبهته وسأله بحدة: "لما لم تسقط؟" فلم يرد وظل يحدق في عينيه بقوة، فأخرج طبنجته وصوبها إلى رأسه وصرخ في وجهه: "ارقد يابن الزانية" فلم يرد مجددًا واقترب منه خطوة ثم صفعه على وجهه صفعة دوت في أرجاء المكان كالطلقة، صفعة قضت على تاريخه العسكري وعلى ما تبقى له في الخدمة، صفعة ستسكن لا وعيه حتى آخر لحظة في حياته. أصاب الذهول الجميع، وقف الجنود فاغرين الأفواه، وهرول القادة وضباط الصف تجاه الجندي بعدما شلّتهم الدهشة. كان القائد قد ضربه بقاعدة الطبنجة على رأسه فسقط على الفور، لأول مرة. وانضم الجميع في ركله ولكمه في كل مكان حتى تساقط الدم من جسمه بالكامل، وكان زملاؤه الجنود يبكون عليه في عجز ولم تفارقهم دهشة ما فعله للتوّ. توقف الضرب، ابتعدوا عنه قليلًا، كانت كل مفاصل جسده مفرودة، ظنوا أنه مات، ظلّوا ينظرون إليه ومشاعر الدهشة والرعب تتملكهم. وبعد دقائق، ثنى رجله اليسرى، ثم وضع فوقها اليمنى ونظر إلى السماء.  




Thursday, April 2, 2015

ahmad amar - Kafka's Writing

إليك يا كافكا، وإلى كل ما عانيت من خوف ورعب وفزع ووحدة ودهشة وعزلة وقهر وحب، أهديك خلاصة جهلي الموسيقي وقلة معرفتي وسوء أدواتي، موسيقى لا ترتقي لحرف واحد كتبته بدمك..


Tuesday, March 31, 2015

يوميات

الحال سيئة يا عزيزتي، في غاية السوء، لقد سئمت كل شيء، سئمت الأمل، سئمت اليأس، سئمت الاكتئاب وسئمت البهجة، ولا أدري في الواقع، بعدما يسأم المرء من الأضداد، من الشيء ونقيضه، ماذا عليه أن يفعل؟، أيقتل نفسه؟، وإن عجز؟، أيستسلم؟، وإن ملّه الاستسلام؟، أي أدوار لعبة الدومينو هذه الحالة؟، أي ركن معتم وموحش هذا الذي أسكنتني إياه الحتمية؟، لكن وقتي لم يحن بعد، لا يمكن أن أموت وبداخلي كل تلك الألحان والأفكار. أنا كثيرا ما أفكر، ألا زلتِ تضعين حول عنقك سلسلتي الفضية؟

Monday, March 30, 2015

يوميات

ويحدث لي أن أمارس تلك العادة القديمة، عندما أفتقدك، فأمعن النظر في وجوه كل الفتيات في الشوارع والأماكن العامة، علني أعثر عليك صدفة، فأبدو كالأب البائس التائهة ابنته، لكن بعد مرور كل هذه السنوات، أعتقد أنني سأحتاج لثوان قليلة أتذكر فيها وجهك قبل أن أدركه..

Tuesday, March 24, 2015

يوميات

- I missed you
- you mean a new relationship?
- what do you think?
- its the 4th eh?
- come on..

يوميات

أصحو، وأبدأ يوم جديد .. وتبدأ عملية تدفق الذاكرة اليومي الأشبه بتحميل جهاز الحاسب الآلي .. لا جديد .. اليوم تماما كما سبقه من أيام
نفس المعضلات الفلسفية، نفس الآلام الفكرية، نفس الاضطرابات النفسية
الأيام شبه متطابقة سوى بعض التغيرات الطفيفة كزيادة في العمر بضع ساعات..

يوميات

لا تظني أني فاقد الوعي في تلك الدوامة، أبدًا. أنا مُدرك تماما لكل لحظة وكل درجة فكرية صعدتها وكل قرار عاطفي اتخذته، أنا في كامل قواي العقلية. حتى إني أحدق بشدة في تلك الدوامة وسرعتها لم تُفقدني توازني حتى الآن ..انتظري..
أشعر بدوار بسيط..

يوميات

I looked at the blind cat at the restaurant and she looked at me, but she didn't see me, when i threw her a piece of meat she didn't even notice until i hit her with another. That moment, that very moment, i felt that i'm sharing with her the greatest sadness of all time and that no one cares for our miserableness in this world..

يوميات

حسنا .. ربما ليس لدي تفسير لما أفعله هذه الأيام
ربما هذا الأمر أشبه بفتح قبر يوميا وتحمل كل الروائح والذكريات 
والاطمئنان على أن الجثة لم تزل موجودة فيزيقيا على الأقل..

يوميات

إرجاء الإنتحار وإدراك الإنسان أنه لديه القدرة على إنهاء حياته وقتما يشاء، تماما كالحُلم الجليّ عندما يدرك النائم أنه يحلم فيذهب بخياله إلى أكثر ما يمكّنه لا وعيه من شذوذ وتطرف، يجعل العيش في هذه الحياة مختلف تماما، أنتَ لا مسيّر ولا مخيّر، أنتَ لست هائما في مدارات القدر الأعمى، بل تشعر أنك إله! أنك صانع القدر! أنك متحكم بزمام كل شيء، أنك تستطيع الإستيقاظ عندما تحاصرك الأشباح من كل إتجاه..

يوميات

الصمت في كثير من الأحوال يساوي لاشيء، لذلك اعتدت الصمت وأتقنت لغته -رغبة مني في ابطاء سرعة الزمن أو إيقافها قدر المستطاع- لكنه في أحيان أخرى يساوي شيئا، شيئا خطيرا، كالتجاهل أو اللامبالاة والإهمال وإهدار الفرص.
هذه الأحيان الأخرى كثيرا ما تحيط بي، وكثيرا ما تعاملت معها بصمت، حتى فترت علاقات وانقطعت بعضها وضاعت فرص وفاتت قطارات وأنا لا أزداد إلا صمتا.

يوميات

ما الإيمان؟، أن تصدق شيئا دون دليل، دون إثبات، عن ظهر قلب، لك أن تؤمن أن والدتك تحبك، أن حبيبتك تبادلك نفس المشاعر، أن غدا سيكون يوما أفضل. وبخلاف المسائل الشخصية أنا لا أريد أن أؤمن بأي شيء، لا أريد أن أسلم بنتيجة ما لأمر لم أخابر تطور تفاصيله، لا أريد أن أستبق حقائق مبنية على شيء غير ملموس، وعلى كل حال لم يعد الأمر بالنسبة لي يتعلق بالإيمان أو الكفر، وإنما بمعضلات لا تفسير لها، أنا غير قادر حقا على إدراك أشياء كالأبدية والعدم والأزل، لا تعنيني كافة الفلسفات أو الديانات أو الآلهة، لايعنيني سوى البحث عن إجابات لتلك المشاكل أينما وجدت، وما دون ذلك لغو فارغ وسفسطة بليغة..

يوميات

في الكابوس، أنت وحدك الشاذ وسط السريالية المطلقة، المنطق محاطا بالخرافات، دهشتك واكتراثك سبب فزعك ورعبك، ومحاولات الكابوس في طمس فرديتك ستنجح عاجلا أم آجلا، حتى تصبح مجرد سمة من سماته المخيفة..

يوميات

أود أن أخبرك اليوم بقدراتي الخاصة، قدرتي -مثلا- على الخسارة، على الاخفاق، لقد خضت كافة معاركي وأحلامي متبارزا بتلك الموهبة، وبذلت فيهم كل ما بوسعي، لعل هذا يفسر فشلي الذريع معك ومعها ومع الموسيقى والكتابة وكافة الكائنات الحية، حتى تلك القطة الشريدة المنبوذة التي تحول كل ودها لجفاء، ويخطر في بالي الآن وأنا أستمع إلى هذا النحيب الأوبرالي القادم من عوالم أخرى، أتقرأين حقا هذياناتي؟

Tuesday, January 13, 2015

يوميات


أتدرين، فكرت مرارا في محاولة وصف ما أشعر به هذه الأيام، وأكاد لا أصدق ما ذهب إليه ظني، إلا إنني واثق من دقة الوصف، ربما أنا أول عشريني يصاب "بالشيخوخة"، نعم، وأفترض أنه -مثلا- لو أُتيحت الفرصة لتلك السطور أن تتجاوز كل الحواجز الفيزيقية والميتافيزيقية التي بيننا لربما وافقتيني على هذا الوصف أنتِ أيضا. هذا هو التفسير الوحيد، فطالما كل هذا الألم لا يوجد وراءه أمراض عضوية، فهي الشيخوخة إذن. أو ربما هناك خطأ إلهي ما كان سبب في أن تكون فترة صلاحيتي قصيرة، على كل حال ربع قرن من العيش في هذه الحياة وقت كافي للمرء ليطفح به الكيل أليس كذلك؟. لا أدري في الواقع حقيقة ما أمرّ به، ولا حتى أجد الكلمات المناسبة لوصفه بشكل جيد. الوحدة التي أشعر بها بلغت مراحل مُخيفة، لم يتوقف الأمر عند إنقطاع كل الخيوط الخفية مع الآخرين، لكن وصل الأمر لتلاشي وجودهم المادي ذاته. وبلغ الأمر ذروته عندما أصبحوا جميعا أشباح، وباتت هيئتهم مجرد ضباب باهت مشوّش، بالكاد يحتفظوا بملامح ثابتة. لا أستطيع أن أصف لكِ كيف يكون الأمر عندما يسمع المرء صوت تنهيدته. يقول خوان رولفو أن كل تنهيدة هي بمثابة جرعة حياة تخرج من المرء، لا عجب إذن أني مصاب فعلا بتلك الشيخوخة، أليس كذلك؟