Thursday, May 2, 2024

يوميات

ربما قد أبدو أمامك للوهلة الأولى إني شخص هش، تستطيع الحياة أن تحطمه دون عناء وبشكل يسير، ولكن دعني أقول بوضوح أن هذا الانطباع في الحقيقة ليس صحيح. فلقد تلقيت -حتى الآن- ضربات الحياة واحدة تلو الأخرى بثبات، حتى وإن سالت بعض الدماء، أو ظهرت بعض الندوب التي تلتصق بوجهك للأبد، فتلك الندوب هي ما تعكس العمر الحقيقي للمرء، ولكن رغم كل ذلك فإني لازلت واقفًا، حتى وإن تكررت الهزائم فلم أهو قط. لا تظن أرجوك أن بي من الحماقة ما يجعلني أظن أن بإمكان أحدهم الانتصار على الحياة، فهذا أمر مفروغ من الحديث بشأنه، لكن أن أُهزم هكذا دون مقاومة هو الانطباع الذي لا أود أن أتركه عندك. ودعني أخبرك أحد أهم أسراري، ألا وهو تقبُل العيش في عالم بلا عدل، هكذا ببساطة ودون مواربة، بلا مسكنات ماورائية، قديمة كانت أو مستحدثة، عندما أنتصر لا أشعر بالزهو، فهو انتصار بلا أي قيمة، وعندما أُهزم لا أنتحب، فهو أمر حتمي.


Saturday, February 24, 2024

يوميات

طوبى لتلك العقول التي أتلفها الزمن، التي لم تصمد أمام هذه الوتيرة هائلة السرعة. وطوبى لمن هم على وشك الانهيار أسفل التروس العملاقة ولكنهم يواصلون الركض. بحق الجحيم! ماذا صنع الإنسان بنفسه؟ لقد خلق آلامه وعذاباته وجحيمه ولم يخلق الجنة سوى في خياله. لا أرى إنسان هذا الزمن سوى كما رآه صُنع الله ابراهيم، يأكل نفسه..