Friday, March 29, 2019

يوميات

وقف جيب جامبارديلا في الشرفة ينفث دخانه في زفير طويل، بعدما دعته إحدى صديقاته القدامى إلى بيتها. وقف ينتظرها بينما تحضر كأسين من النبيذ، وحالما خرج الدخان من رئتيه قال لنفسه "أهم ما تعلمته بعد بلوغ الستين، ألا أفعل شيئًا لا أريده أبدًا" ثم ألقى بسيجارته وغادر. شاهدت هذا المشهد قبل ستة أعوام، وشعرت برغبة شديدة وعجز في أن أفعل مثله. قبل فترة بدأت اعتياد الأمر، ولا أدري لما تحملت -طوال تلك السنين- ثقل أفعال لا أريدها.

أتساءل متعجبًا، إلى أي مدى يكرر الإنسان أخطاؤه، يقول المثل الشائع، تخدعني مرة عار عليك، وتخدعني ثانية عار عليّ، ترى، ولكن ماذا عن المرة الثالثة والرابعة والسابعة، أي كلمات بإمكانها وصف ذلك؟ المازوشية؟  الإدمان؟  أم الحب؟

أشعر بزهدٍ لا يطاق، تموت رغباتي ببطء، تضمر وتتآكل، أبدو كقس ملحد، راهب عربيد، أولي ظهري لشهوات الدنيا بينما أصب لعناتي على السماء. لا أرغب في الحب، لا أشتهي الجنس، لا طموح للهروب، ولا قدرة على أن أخطو خطوتين دون الغرق في محيط من القلق..

لابد من حدوث شيئًا، هذا عالم لم يعرف السكون، فلما أكون انا حالته الشاذة؟