Saturday, October 5, 2019

يوميات

لطالما تصورت أنه بحلول الثلاثين ستكون النهاية، إما لي أو للعالم وبالتالي فهي لي أيضًا. الحقيقة أنني لم أعد أعير الأشياء انتباهي كما اعتدت، ذاتي لم تعد المطلق الذي أتمركز حوله، ولم تعد الإتجاهات مستقيمة، بل تسبح في أبعاد لم يُسبر غورها بعد. إنه التيه بالمعنى البسيط للكلمة، لكنني اعتدته أيضًا. يقول دوستويفسكي "إن الإنسان يعتاد كل شيء يا له من حقير"، حتى هذه الجملة لم تعد دافع للانتحار، لم تعد تعصف بي من الداخل مثلما قرأتها أول مرة. حتى الانتحار لم يعد ذاك الخيار الشاعري الذي بإمكانه إنهاء كل شيء بشكل رائع. أقضي ثلاثيناتي الآن في الروتين الذي حل محل الاكتئاب، لديّ وظيفة تقتل نصف يومي، ولديّ امرأة رائعة أحبها، وأحاول ألا أعير هذا التيه انتباهي، فعلى ما يبدو أن البقاء أهم من الوصول لوجهة ما..