Sunday, May 17, 2015

يوميات

نظرتُ إلى عينيكِ -التي أبت أن تنظر إلى عينيّ- وأخبرتك كم أفتقدك بشدة، لكنك لم تلتفتِ، كأنك لم تسمعيني، أو كأن موجات صوتي تاهت بفعل غامض في الفضاء بين شفتاي وآذانك. وعندما إلتفتِ، كانت نظرة حادة -قادرة على صهر أقوى المعادن صلبًا- قد وجهت إلي، وكانت يدك القوية، قد أمسكت ذراعي بشدة، كادت أن تحيله لذرات لا ترى بالعين المجردة، وكان صراخك الذي تسبب في زلزلة الأرض بين قدميّ، وتساقط فتات الأسمنت من السقف، قد أصاب أذني بطنينٍ، صاحبها طوال فترة نَهرك لي. فتضائلتُ فيزيقيًا، لطفلٍ في الرابعة، أمام والدته البشعة العملاقة، وعيني ملآنة بالذعر والرهبة. ألم أقل لكِ، أن كل ما أفعله وقت الحرب والدمار، هو أني أجلس في ركنٍ ما لأبكي؟

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.