Friday, January 4, 2019

بملامح جامدة، وخطوات بطيئة واثقة، شقت هالتها المضيئة ألوان البرد الشاحبة. نزلت درجات سُلمية كملاك يهبط من السماء حتى أصبحت في مستوى أرضي الخراب. الغموض أكسجين المرء وهلاكه، وكان بها من الغموض ما ابتلعني كليًا. جلست ساكنة، ترنو عيناها إلى اللاشيء، تنظر لي ثم تسافر من جديد، ثمة ثقل مهيب على عاتقها لا أعرفه، وثمة حزن جفف تلك العيون من الدموع، حتى خالني أنها تبكي أمامي ولكن بلا دليل. ثمة روح منكسرة مُصرة على البقاء، وقوة جبارة لا تُقهر. خفيفة كريشة، لولا ثقل الأحزان ما غلبتها جاذبية الأرض أبدًا، تبدو كزائرة للوجود وليست كمُقيمة. لم يبهت أثر سحرها أينما ذهبت، تمشي فتصيب هالتها ما حولها بالنور والدفئ، وتكفر أزهار عبّاد الشمس بإيمانها الأزلي وتتبع إلهتها المؤقتة. ومضيتُ في أثرها، منتشيًا بدفئ لم أعهده من قبل، وسحر لا ينتهي..

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.